النقص يكون نقصاً عندما يتحول إلى عقدة نفسية وبوصلة نوجّه بها جميع حركاتنا وسكناتنا وعزائمنا ، أحد الأصدقاء المقرّبين جداً مني ابتلاه الله تعالى منذ الطفولة بشلل الأطفال إلا أنه في الأعمال الاجتماعية والخيرية وما شاكلها يعادل العشرات من أمثالي ، سألته ذات مرة فقال : كثيراً ما أنسى أني معاق ..!
لكل عمل أو مهمة أكثر من طريقة ووسيلة للأداء ، فإذا كنا عاجزين عن الطريقة ( أ ) مثلاً فإننا قد نكون قادرين على الطريقة ( ب ) ، والبدائل عادةً ما تكون موجودة ولكننا أصلاً نبحث عن اي عذر وسبب للتقاعس والتراجع - وأنا اتكلم عن نفسي هنا - ، عن الإمام الصادق ع : ما ضعف جسد عمّا قويت عليه النيّة .
لم يعد لمقولة ( العقل السليم في الجسم السليم ) حقيقة بعد أن نرى كبار الشعراء والأدباء والمفكرين والعلماء في جميع المجالات هم ممن ابتلاه الله بعمى أو صمم أو خرس أو شلل .. كان طه حسين أعمى وأديسون يعاني من الصمم وعالم الفيزياء ستيفن هوكينج مشلولاً ..
وعلى المجتمع أن يكون عاملاً مساعداً في تحقيق هذا الشيء ، فطالما رأينا عادات وممارسات اجتماعية تجعل من الإعاقة الجسدية إعاقة نفسية وعقلية ، فتارةً تلصق به لقباً سيئاً وتارةً يتعرض للتعيير .. فضلاً عن التشاؤم وتضييق فرص الحياة بجميع جوانبها عليه ..
بل حتى لم يحسب لهم أدنى حساب في الطرق ووسائل النقل والدوائر وكافة المرافق العامة على عكس ما نراه في بعض الدول المتقدمة في هذا المجال حيث تأخذ في نظر الاعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة وتهيء لهم ما هم بحاجته وكل ما يرفع عنهم الحرج النفسي والجسدي والمجتمعي أيضا..
والكلام ذو شجون
|