• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الإنسانيةُ كيانٌ وروح .
                          • الكاتب : زهراء الموسوي .

الإنسانيةُ كيانٌ وروح

Humanity is an entity and soul

كُلّما تطورتْ هذه الحياةُ أصبحتْ أصعب وأكثر تعقيدًا وازدادت وحشيةُ وأنانيةُ وحقد البعض وكراهيتهم.. وازدادوا بعدًا عن بعضهم البعض، وتقطّعتِ الأرحامُ وازداد البشرُ شتاتًا، واختلفوا كُليًا عن السابق، وابتعدوا عن إنسانيتهم، وتجرد الأغلبيةُ عن الهدفِ الإنساني السامي الذي خُلِقوا لِأجله.

وكأنَّ وسائل التطوّرِ وجدتْ لِتجريدِ البشر عن الإنسانية، عن الحُبِّ، عن المبادئ، عن القيم، وربما عن الدين أيضًا، حتى أصبح مفهومُ الإنسانيةِ يُطلقُ لِلتعبئة لِفكرٍ أو توجهٍ أو تجمعٍ معين.

أعتقدُ أنّ أكثرَ ما يحتاجُه الإنسانُ هي الإنسانيةُ وتحكيمُ الضمير، إذ لا يجبُ على المرءِ أنْ يُفكِّرَ بنفسه فقط؛ فمُجرد أنّك بخير ومن تُحبُّهم كذلك ومن تهتمُّ لِأمرهم وأما الباقي فلو احترقوا أو كانت عليهم الحياة جحيمًا لا يهمك أمرهم، تلك هي الأنانية، وعندها يكونُ الإنسانُ قد تجرّدَ من إنسانيته، وهؤلاء هم أصحابُ الضمائرِ المُعطّلة. فيجبُ على الإنسانِ تحكيم العقلِ والمنطق واستذكار قول الرسول (صلى الله عليه وآله): ((من لم يهتمْ بأمورِ المسلمين فليس بمسلم)).

إنَّ ترسيخَ الإنسانيةِ ومبادئها في الفرد والأسرة والمجتمع هي الخطوةُ الأساسُ لِبناء مُجتمعٍ إنساني يتحلّى بالضميرِ الحي يسودُهُ الأمانُ نتيجةً لِخلوه من أغلبِ الجرائم الإنسانية والخطوةُ الأولى لذلك هي تربيةُ الطفل وتنشئته على المفاهيم الإنسانية الحقّة.

الإنسانُ بلا إنسانيةٍ كالزجاجةِ الفارغة لا فائدةَ منها لِمن قصدها يشكو العطش.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150026
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16