هجوم حديثة الارهابي على قواتنا الامنية يعطي لنا عدة مؤشرات ،فالهجوم يدلل على ان الارهاب خاصة ارهاب القاعدة المتحالف مع بعض الجهات الداخلية المرتبطة باجندة خارجية ، لا دين له ، ولا يميز بين عراقي واخر ، بل جميع العراقيين هم اهداف للارهاب ، كما تؤشر جريمة حديثة على ان مؤسسات الدولة ورموز هذه المؤسسة هم المستهدفون في أي منطقة من مناطق العراق ، لان العداء اصلا هو للعملية السياسية الجديدة في العراق ، ولاي جهة تدعم هذه العملية السياسية ، بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي او المناطقي ، ونود الاشارة الى ان بعض المتسسللين داخل مؤسسات الدولة ممن يعادون العملية السياسية ، لهذا السبب او ذاك هؤلاء يشكلون خطرا كبيرا على الدولة كونهم يقدمون المعلومات والتسهيلات للارهابيين،فأي شخص متسلل داخل مؤسسات الدولة وهو يعادي العملية السياسية انما يعمل وفق الاجندات المرسومة له ، من دوائر خارجية معادية ، لان الغاية هو افشال العملية السياسية اوعلى الاقل تشويهها ، اوعرقلة عملها ، خدمة للاجندات التي تسّير هؤلاء الاعداء للشعب العراقي .
تعتبرجريمة حديثة جرس انذار للقادة الوطنيين العراقيين من سياسيين او غيرهم الذين يحرصون على ازدهار العملية السياسية وعلى سلامتها ، لمراجعة عدة امور منها ان المؤسسة الامنية والعسكرية ربما توجد فيها اختراقات تسهل عمل الارهابيين وربما تعطيهم غطاء رسميا ، وهذا يستلزم اعادة النظر في تدقيق هوية جميع منتسبي الاجهزة الامنية ، للتأكد من سلامتهم المهنية ، والتزامهم بالمشروع السياسي الجديد في العراق ، وعدم ارتباطهم بأي جهة معادية للعراق وللوضع الجديد فيه ، وفي اثناء ممارسة الواجب وحصول خطأ ما ، يجب التدقيق في هذا الخطأ هل هو خطأ عفوي ومهني فحسب ، ام خطأ مقصود، وان كان مقصودا لابد من التعرف على دوافع هذا الخطأ المقصود والجهات التي تقف خلفه ، ويفترض اتخاذ مثل هذه الاجراءات منذ افتضاح قضية طارق الهاشمي، كذلك تؤشر جريمة حديثة على ضرورة اعادة النظر في القيادات الامنية ، ومن الخطأ ان يبقى القائد الامني في منصبه فترة طويلة سيما اذا تكررت الاختراقات الامنية في قاطعه ، قد تقع الاختراقات رغم تحوطات الامان التي يتخذها القائد ، ولا علاقة لنواياه بوقوعها ، لكن يمكن ان تكون بسبب الضعف او التهاون او اللامبالاة ، اوغير ذلك من الامور ، هناك مواصفات يجب ان يتصف بها القائد ، واخرى يجب ان يبتعد عنها كل قائد ،كل هذه المعاييريجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند تعيين أي قائد .
وتؤشر جريمة حديثة ايضا ، الى ان هناك جيوبا للقاعدة ، يتعاون معها فلول لحزب البعث الدموي ، لا زالت تشكل خطرا في بعض المناطق ، كما تؤكد الجريمة على ان هناك حواضن للارهاب في تلك المناطق التي تتعرض للارهاب ، او التهديد ولا بد من كشف هذه الحواضن ، بالاستعانة بالجهد الاستخباري ، ووقوع هذه الجريمة بهذه السهولة ، وتقديم هذه التضحيات الكبيرة من الشرطة ، دليل على ضعف الجهد الاستخباري او انعدامه ، ودليل ايضا على ان التعاون والتنسيق بين الاجهزة الامنية المختلفة غيرموجود اوانه ضعيف ، كذلك تؤشرهذه الجريمة على ان الدعم الخارجي للمجموعات الارهابية لا زال موجودا ، وان هناك جهات سياسية تسهل هذا الدعم وتغطي عليه ،وتعطي العملية الاجرامية في حديثة كذلك رسالة مهمة للشعب العراقي الى ان هناك بعض الاطراف السياسية ، وربما بعض هذه الاطراف موجود داخل العملية السياسية تستغل مثل هذه الجرائم لتلعب على وتر الطائفية ،وتحاول ان تعطي انطباعا ان هناك استهدافا طائفيا من قبل طائفة اخرى ، او استهداف سياسي لجهة سياسية معينة ، وقد سمعنا مثل هذه التصريحات المغرضة من بعض السياسيين في الاعلام ، الخلاصة التي نتوصل اليها ، ان الشعب العراقي بكل مكوناته مستهدف من الارهاب،وان بعض السياسيين،وبعض مدعي الدين من السلفيين، واصحاب الدعوات التكفيرية ، الذين يريدون ان يعطوا انطباعا للاخرين على ان هناك استهدافا طائفيا او ان هناك تهميشا لطائفة على حساب اخرى ، ان هؤلاء الادعياء من السياسيين او غيرهم انما هم كاذبون، ويعبرون عن نواياهم السيئة وبتصريحاتهم هذه التي يريدون منها تأجيج نار الطائفية من جديد بعد ان قُبرت ، انما يؤكدون على ارتباطهم بدوائر خارجية ، لان اعداء الشعب العراقي لا يهمهم من يقتل ، بل هدفهم القتل فحسب من اجل ارباك الوضع العام ، والانتقام من الشعب الصامد ، ومن قواه الامنية المخلصة للشعب والوطن ، وافشال المشروع السياسي الجديد في العراق او تعويقه .
A_fatlawy@yahoo.com |