النص 
ضُرب الباب، كُسِرَ الضّلع، وأُذِن للأنين الفاطميّ أن يبدأ.. 
في ليلةٍ كان ميقاتُها الألمُ يُصفع خدُّ الزّهراء؛ ليسقُطَ فؤادُ الطُّهرِ ميّتاً، وكُتِبَ للظَهرِ أن يقضي ما تبقّىٰ من أمدهِ محنيّا..
 روحُ مُحمّدٍ ذبحوها، تراقصوا علىٰ صدى نُدباتها (واضيعتاهُ بعدك أبتاه)  هُتكَ البابُ وأُحرِق، وآن للدّارِ أن يودّع لمسات النّور فغدا موحشاً غيهبيّا..
إرتسمت ملامحُ القبرِ في جوف ليلٍ هائمٍ بكاها،  أوجعهُ ما أوجعها، ويُحكى أنّ التأريخَ لم يدوّن كتشييع الزّهراء شُيّع إنسيّا! 
ما قتلوها وحدها فاطِم، قد قتلوا دين محمّدٍ مسبيّا!
&&
( القراءة )
الاهتمام النصي بالحدث الخارجي التاريخي يعني محاولة ابراز هينمة التاريخ على الواقع الوجداني والإنساني والارتكاز على الجوهر وارتكزت الناصة زهراء مشتاق في نصها غوث الطهر على التلميح الذكي للاحداث التاريخية الكبيرة واخضاعها الى المقاربة كنتيجة ليست من اجل البحث عن الحقيقة وانما تعميق هذه الحقيقة كنتيجة 
(ضرب الباب / كسر الضلع / اذن للانين الفاطمي ان يبدأ )
حضور الانين اضفى القيمة العليا لوجود القضية , ترسيخ قيمة المعنى وحكمته وهذا الناتج الذي يتوصل لها اشتغال كل جملة شعرية هي شمولية الذاكرة هي الهوية هي الخصوصية
( في ليلة كان ميقاتها الألم يصفع خد الزهراء يسقط  فؤاد الطهر ميتا)
توجه النص الى ابراز مكونات الهوية التاريخية التي اربكت الكثير من التاريخيين , ايجاز في الحقل الشعري يعيد قراءة التاريخ بواقع مؤثر (روح محمد ذبحوها) هذا هو معنى الحدث التاريخي مفهومه والحصيلة الناتجة عن حرق الدار 
نص موجز يحمل احداث تاريخية كبيرة , العودة الى الحدث التاريخي لصياغة عمق النتيجة الماساوية الى نفسها 
(تراقصوا على صدى ندباتها) اختصار لعمق البحث هل نريد معرفة ما حدث تاريخيا .؟ او لماذا حدث تاريخيا ؟. او ماذا انتج الحدث التاريخي ؟ ام لنسأل كيف كتبوا التاريخ ؟ وهل يصلح ان يكون التاريخ نصا ادبيا ما دام هو قادر على تفعيل الأثر ؟ هل محاولة زهراء مشتاق هي من محاولات تركيز التاريخ الذي تعرض للاستقصاء تقول ( ويحكى ان التاريخ لم يدون تشييع الزهراء عليها السلام ) على هذا الأساس هناك واقع يحصن الحدث التاريخي (قتلوا دين محمد مسبيا) اللا محكي هو مهمتنا الايمانية في احياء هذا الدين نص غني ثري بالتاويل