حينما يمرّ الإنسان بوعكةٍ صحية وينجو منها بأعجوبة، فالمفروض منه أن يصحح أخطاءه السابقة ولا يصرّ عليها.
والشاهد : أنّ طبقتنا السياسية - التي لم يرَ منها الشعب غير الفساد والفشل وسوء التخطيط وتقاسم الحصص - رأينا أفرادها في مثل هذه الأيام من العام الماضي وقد بلغت قلوبُهم حناجرَهم بفعل ( الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح ) حتى أنّ ثقةً نقل لي متيقناً أنّ أحد الزعماء السياسيين وصل إلى مرحلة عدم الثقة حتى بعناصر حمايته الشخصيين فاستبدلهم، وغيّر مكانه بحيث لا يعلم به أحد !!
ثم جاءت فسحة من الرخاء بالنسبة إليهم وكان المفروض أن يراجعوا أداءهم ويحققوا ما طُلب منهم تقديماً لمصلحة بلدهم وشعبهم على باقي المصالح الخاصة، وتفادياً لانهيار الأوضاع في البلد المنهار - أصلاً - بسبب سياساتهم، وتجنباً لإراقة الدماء من المتظاهرين والقوات الأمنية، إلا أنهم ما زالوا يماطلون ويقتسمون المغانم التي حرّم الله ويعيثون في الأرض مفسدين، فلا خيرَ يرجى منهم.
|