تتسارع الاحداث والازمات المتتابعة التي يشهدها الشارع من ما ينعكس على البيئة السياسية والثقافية و الاجتماعية والفكرية للمجتمع, وفي ظل ظروف معقدة و شائكة, تعمل بعض الجهات والشخصيات الاعلامية , الثقافية ,السياسية والاجتماعية جاهدة من اجل التحكم بالجمهور والراي العام بصورة ذكية واقناعهم وذلك لكسب ودهم من خلال قراءة افكارهم بطريقة افتعال احداث مهمة قد يشوبها بعض المخاوف الوهمية التي تشغل الراي العام ومعرفة التوجه العام من الحدث . حيث يمكن لأي جهة او شخصية في ظل الاوضاع الشائكة والمنافسة السياسية والفكرية الحادة ان تدخل في السباق مرثوني لتحقيق نتائج المخطط لها مسبقا وذلك من خلال ما يعرف ب (الديماغوجية ) والتي يمكن تعريفها حرفيا على انها الكلام الفارغ الذي لا قيمة له وسياسيا مصطلح يعبر عن اسلوب الخداع الذي يتبعه بعض القادة لجذب الجماهير وذلك من خلال اللعب على مخاوفهم كان يخلق كذبة وهو يعلم مسبقا انها ستثير مخاوف الجمهور وبعد ذلك يخلق الحلول ويظهر بمظهر المنقذ والقائد الاوحد وبالتالي يكسب حبهم وطاعتهم على مدى معين من الزمن .
الديماغوجيون (اعلامين و سيأسين و قادة ) يلجأون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام ، من اجل تحقيق اهدافهم، من خلال افتعال بعض القضايا المهمة والحساسة على سبيل المثال لا الحصر ( محليا احدى الجهات او شخصيات يكون معارض له يتهمه بقضايا مختلفة قد تكون عسكرية او ينفذ اجندات خارجية او اقتصادية او شبهات فساد ... الخ او خارجيا احدى الدول او جهات دولية تمثل خطر ويبدا الاعلام بالترويج لهذا الافكار ويكون الجمهور المؤدلج) وبالتالي يسهل اللعب على عواطف الناس، و اقناعهم باستخدام اساليب متعددة وبأدوات مختلفة منها (البيانات و الاخبار العاجلة السريعة ) بانه القادر الوحيد على حل القضايا سواء كانت داخلية او خارجية، وبعد ذلك يظهر الديماغوجيون ويعلن نفسه ممثل وقائد ومنقذ للناس ( كما ذكر في بعض الروايات والافلام عن الفارس الذي يرتدي ملابس بيضاء وحامل سيفه و يركب على فرس ابيض وجاء ينقذ حبيبته طبعا بالأحلام ) من خلاله يكون البطل المنقذ مستخدما براعته في الخطابة او البيانات او الكذب او الاعلام او حتى الجمهور المؤدلج وغيرها من ادوات التدليس ،لكذب الناس وخدعهم لتحقيق اهداف خاصة به
ومن هنا على الجميع ( مفكرين , نخب , رجال دين و ...) مدعوين ان يقفو وقفة جادة وصادقة لوضع اليات لليقظة وفهم الاحداث السياسية والثقافية والفكرية بمحيطهم وبيئتهم بشكل مباشر, بهدف تحريك الجمهور في الوقت المناسب وفق رؤية شاملة تخدم مصلحة الجمهور لا المصلحة الفردية .
|