لا يمر يوم واحد دون إن يطلع علينا الحاقدون المتربصون باتهامات باطلة يريدون من خلالها اختراق بيئات جديدة توفر لهم الوجاهة ويستثمرون فيها مواهبهم في دق إسفين بين الصحفيين أنفسهم لغايات في نفس يعقوب وفي سبيل خداع الرأي العام الصحفي بوشايات وأكاذيب يلصقونها بالآخرين من اجل تمرير مشاريع يريدون من خلالها شراء الضمائر النتنة من بعض الصحفيين الذين باعوا ذممهم .
وآخر تلك الخزعبلات التي تناولتها جريدة المدى في افتتاحيتها غير الموفقة والمليئة بالمغالطات والاتهامات وكأنما الغيظ والحسد والشخصنة تتطاير من بين سطورها ، وكأنهم حانقون غاضبون من دعم الدولة للأسرة الصحفية والمرضى واسر الشهداء وإقامة المؤتمرات والمهرجانات وتقديم الإعانات للصحفيين بكل ما يحتاجونه من الدعم المالي والمعنوي ودعم مشاريع تطوير القدرات الإعلامية من خلال النشاطات المختلفة وتوزيع الهدايا الثمنية على المبدعين والمتميزين في المشهد الصحفي وكذلك دعم المرأة الصحفية من خلال تشكيل رابطة تهتم بشؤون الصحفيات والعمل على تذليل الصعاب التي يمرن بها ودعمهن ماليا ومعنويا .
لقد استكثر فخري كريم دعم الدولة للصحفيين العراقيين وغاضته الحركة الدؤوبة والنشاطات الكبيرة التي يبذلها السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين وازدياد شعبيته الكبيرة في الأوساط الصحفية والإعلامية المحلية والعربية والدولية لان العقلاء يستطيعون إن يميزوا ما بين الصالح و الطالح والجميع يعرف ماذا قدم هذا الرجل إلى النقابة منذ تأسيسها قياسا إلى أسلافه وكان آخرها وليس أخيرها مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب الذي حضرته أكثر من 20 دولة والذي فاز في استطلاع كلية الإعلام / جامعة بغداد / وحدة استطلاع الرأي بأنه اكبر حدث إعلامي شهده العراق .
افتتاحية المدى حرّكت قريحة الرواد في عرش صاحبة الجلالة وعلقوا قائلين لقد سكت فخري كريم دهرا ونطق كفرا وطلبوا منه إن يكشف للجمهور الصحفي عن تاريخه وانجازاته وماذا قدم لهم وللعراق وتمنوا له إن يبقى نائما على الحرير ومتمتعا بالأموال الضخمة التي تهبط عليه من كل مكان وان يدع الوطنية لأهلها لان أهل مكة أدرى بشعابها.
الجميع يتساءل هل يريد فخري كريم إن يعيد وزارة الإعلام ويفرض نفسه وليا على المشهد الإعلامي ..؟ والغريب والعجيب في الأمر إن البعض من الصحفيين الذين يدعون الذكاء والمهنية والسيرة النضالية الطويلة قد خدعوا بلعبة نقابة فخري التي ابتكرها وحضروا توقيع بل حفل التنازل عن كرامتهم وتاريخهم الصحفي لشخص يجيد إلقاء التهم والشعارات المغمسة بالحقد والضغينة وكأنه نسي إننا نعيش في جو من الديمقراطية لا عصر التملق والانتهازية وممارسة الدكتاتورية .
هل يعلم فخري كريم إن الزعيم عبدالكريم قاسم وافق على تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين وتم منحها مساعدة مالية قدرها عشرة آلاف دينار في ذلك الوقت وان رئيس اللجنة التأسيسية محمد مهدي الجواهري واصل اتصالاته بالسلطـات الحكومية لتنفيذ مشروع تأسيس النقابـة حتى نشرت ( الوقائع العراقية ) الجريدة الرسمية للحكومة العراقية يوم 23 حزيران/يونيو 1959 القانون رقم 98 الخاص بالنقابة ووقعه رئيس وأعضاء مجلس السيادة ورئيس الحكومة والوزراء كافة ومن بينهم الزعيم عبد الكريم قاسم والزعيم محي الدين عبد الحميد وزير المعارف بصفته وزيرا للإرشاد بالوكالة ومصطفى علي وزير العدل وهو أول قانون في تاريخ العراق لنقابة الصحفيين ، ولكن هل سمعنا يوما من سأل كيف وافق الجواهري على هذا الدعم الحكومي؟.
وفي الختام لابد إن نذكر إن نقابة الصحفيين العراقيين لا تحرسها الدبابات والمدرعات وليس لديها مئات الملايين من الدولارات التي تدر عليها من عشرات المؤسسات والعقارات والمقرات المنتشرة في الداخل والخارج ومن حقنا إن نسأل من أين أتت هذه الأموال الطائلة لمؤسسة المدى ومن هي الجهات الداعمة هل هي من خزينة العراق أم من خزائن دول أخرى؟ أفتونا يرحمكم الله ..!!! .
ولابد لنا إن نذكر المثل المعروف الذي يقول ( ما أكله العنز يطلعه الدباغ ) .
firashamdani@yahoo.com
|