ينبغي لفائق الشيخ- وهو عاهة من العاهات السياسية التي تصدرت المشهد العراقي- ان لا يعول كثيرا على جمهور الحانات والملاهي في حملته الدعائية، فهؤلاء قد يتفاعلون معه حين امتلاء جماجمهم بتأثيرات الكحول ليلا وينسون أمره حين تطلع عليهم الشمس، فلا يتذكرون شيئا من عربدته.
النصيحة الأخرى لدعبول ان يترك السفسطة وأن يتجاوز هذه الطريقة في تزييف الحقائق وأن يترك أسلوب تسليط الضوء على جزئية بسيطة في موضوع كبير ويعززه بالصراخ والسخرية والتلاعب بمشاعر السكارى وأن يتركهم وشأنهم فالذي هم فيه من الفوضى يكفيهم، أما الجمهور الآخر المعجب بالأطروحات الدعبولية -وإن لم يكن مترنحا من شدة السكر- إلا أنه تناول ما يكفي من كؤوس الفكر العفلقي وحمل من الحقد ما يكفي لأن يؤيده وهو يثرثر، فتأييد الثرثرة هي مما دأب عليه البعض من مخلفات البعث منذ أن كانت غرف اجتماعات الفرق الحزبية تضج بالتصفيق لعضو القيادة القطرية وهو يتلو وصايا القائد الضرورة وهي وصايا لا تختلف كثيرا - في أسلوبها- عن العربدة الدعبولية.
فائق الشيخ وفي أغلب لقاءاته التلفزيونية وتغريداته يلف ويدور .. يشرق ويغرب، حتى يصل إلى غايته التي صرح من أجلها أو غرد وهي النيل من ( المرجعية الدينية والعمامة ).. فلا تراه في موقف من المواقف إلا وهو يحاول إسقاط هيبتها، حتى استحالت تغريداته إلى نهيق لا تتفاعل معه إلا الحمير على اختلاف أشكالها وألوانها، أما البشر فلا يسمعون منه إلا صوت هو من أنكر الأصوات.
فائق الشيخ يدافع من خلال اللقاء التلفزيوني عن نهيقه في تويتر فيصر على أن المرجعية الدينية لم تستنكر قتل فلان أو تدين اعتداء حدث، حتى كأن المرجعية لا شغل لها سوى إصدار البيانات لكل حادثة صغيرة كانت أو كبيرة، وهذا لا يعني أنها قد سكتت عن كل شيء كما يحاول هو أن يصور ذلك لجمهوره المترنح، فلم يلتفت إلى أنها استنكرت الإعتداءات بكل أشكالها وأدانت عمليات القتل والاغتيالات في أكثر من مورد وواكبت الأحداث منذ اندلاعها، ولم تغفل عن التثقيف بشأن المطالب المشروعة للشعب، وكل ذلك مدون وموثق وقد ألقي على مسامع المتظاهرين في ساحات الإحتجاج بشكل مباشر عبر مكبرات الصوت فضلا عن بثه عبر الفضائيات وتداوله في عموم الإعلام.. لكن دعبول يريد أن يصور لمن أصابهم الجنون الادواري خلاف ذلك.
فائق الشيخ يستخدم دائما أسلوب التوهين لحجم المؤسسة الدينية ومكانتها فيحاول أن يصور ( لربيعته ) أن المرجعية لا منجز لديها سوى مسائل الحيض والاستحاضة ومسائل الطهارة والنجاسة، فيحصل بذلك على بعض التشجيع والتصفيق منهم.. ويدعي أن البحث الخارج لطلبة العلوم الدينية لا يتضمن سوى هذا الموضوع ويتغافل عن ذكر مئات العناوين الأخرى لهذه الأبحاث، وهي بالوقت ذاته استهانة بمواضيع شرعية لها أهميتها وقد تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة في موارد عدة ولا عيب في تداولها على مستوى الدرس أو البحث، وهذا مالا يريد أن يفهمه دعبول لأن مثل هذه التفاصيل لا تهم شارب الخمور ولا تعنيه بشيء.
كلام قبل الختام ..
دعبول يذكرني بابن تيمية حين ألف كتاب منهاج السنة ليلغي ويشكك ويطعن فيه بكل منقبة لأمير المؤمنين عليه السلام. وما يفعله فائق لا يختلف كثيرا عن هذا المنهج البائس وهو منهج المتربص المشوه للحقائق فلم يكن له شغل شاغل سوى توهين وإسقاط الرموز، فالمرجعية الدينية والعمامة هي مما يقض مضجعه، و لا يروق له أبدا أن تبقى من الرموز التي يعتز بها أبناء هذا الشعب.
|