• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المُباهَلَةُ مَعاييرُ وتَعادُلِيّات .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

المُباهَلَةُ مَعاييرُ وتَعادُلِيّات

المُباهَلَةُ هي الملاعنةُ كما جاء في القاموس المحيط وتاج العروس .... وقد سبقت المباهَلَةَ دعوةٌ للحوار بين نصارى نجران والرسول(ص) في مسجِدِهِ ، وحضروا المسجد بصلبانهم ، وّصَلَوا في المسجد الى بيتِ المقدس ... القضيةُ كانت حواراً بين مختلفين ، ولكنَّ الامرَ حين وصلَ الى الجحود ، جحودِ نصارى نجران للحقائق التي طرحها رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ والهِ في هذا الحوار حولَ السيّد المسيحِ عليهِ السلامُ ، جاءت المباهلة والمفاصلةُ لحسمِ الخلافِ.في آيّةِ المباهلَةِ معاييرٌ أُنْتُخِبَتْ بِدِقَّةٍ وَاحكامٍ .
المعاييرُ في آيّةِ المباهَلَةِ ، هي النماذجُ الكاملةُ التي لايُدانيها في فضلِها وموقعِها من الامةِ أَحَدٌ ؛ فأَبناءُ المسلمينَ كُثرٌ ولكنَّهُ (ص) لم يُخرجْ معه الا الحسنينن عليهما السلام.
ونساءُ الامةِ كثيراتٌ وازواجُ النبي صلى الله عليه واله وسلم موجوداتٌ ، ولكنَّهُ لم يُحضِرْ الاّ فاطمةَ عليها السلام ، ورجال الأُمَّةِ كثيرٌ ولكنّهُ صلى الله عليه والهِ وسلمَ لم يحضر معه الا علياً عليه السلام . لماذا؟ لانّ هؤلاء يُمَثِّلُونَ الأُنْمُوذَجاتِ الكامِلَةَ ، يمثلون المعايير ، ليسوا مجرد عددٍ من الافراد ، هؤلاءِ معاييرُ وعينات كاملة تتسمُ بالطهر والنقاء ، وهذا ماأشارت اليهِ آيَةُ التَّطهيرُ .
وأَيضاً نجد في آيَةِ المُباهَلَةِ تعادليات تضاد مثلتها الزهراءُ والحسنانِ ؛ لانهم يمثِّلُون الرمزيةَ الكاملةَ في طهرها ونقائها وايمانها ؛ فالزهراء تمثل كل نساء الامة ؛ لانها سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء اهل الجنة ، في مقابل نساء الطرف الآخر اللواتي يمثلن رمزية للطرف الآخر في هذه المباهلة. والحسنان يمثِّلانِ الرمزيةَ الكاملَةَ لابناءِ المسلمينَ؛ لانهما انموذجانِ كاملان وهما سيِّدا شبابِ اهلِ الجَنَّةِ .
ونجدُ في آيّةِ المُباهَلَةِ تعادُلِيّةَ التضاد كما في تعادلية الزهراء عليها السلام لنساءِ الطرف الآخرِ ، وتعادليّة الحسنينِ لابناء الطرف الآخَرِ.
وهذه التعادليّةُ هي تعادلِيّةُ تَضادُّ . واما قولُهُ تعالى في الاية الكريمة : (وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ). ال عمران: الاية 61. هذه الاية تجعل نفس النبي صلى الله عليه واله وسلم تعادلُ نفس عليٍّ ، وهي تعادُلِيَّةُ تَوافُق .
وفي الختام ابارك لكم هذا اليوم العظيم يوم المباهلة التي انتصر فيها الايمانُ على الجحودِ وانتصرَت فيها الحُجَّةُ على المُراوَغةِ والتدليس ، ولكنَّ نورَ هذه المعايير والنفوس الطاهرة جعل الخصمُ يمتنعُ عن المباهلَةِ.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147257
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 19