من المأسي التي ما عدنا نستسيغ سماعها هو تعامل الطبقة العربية السياسية والفكرية مع الملفات السيادية للأمة.. الامة التي اصبحت اليوم سلعة تباع بأبخس الاثمان في اسواق نخاسة الصهاينة والعرب الجدد مع جيل متميع يتخطفه انصاف المفكرين ممن عقله أصبح بمقاس قدمه يلبسه متى شاء ويخلعه متى شاء وربما اصابه الضمور ومات سريرا...
وكم هو قاس جدا أن يتفق السياسي والمفكر الغربي للأخذ بمصلحة شعبه ودينه وعدم السماح لليهود بالتواجد على أي أرض من اراضي أوربا، ويقاتل من اجل بناء وطن لهم على ارض عربية، والعرب يقدمون اراضيهم للصهاينة بلدا بعد اخر ، فالعرب بنظر اليهود والغرب هم أضعف أمة على الأرض لانهم باختصار استغنوا عن دينهم ومن يستغني فان الله هو الغني الحميد فقوتهم كانت في توحيدهم المرتكز على قيادة الأوصياء لهم وبتركهم ذلك أصبحوا اذلة صاغرين يتخطفهم الناس من كل مكان.
العرب من هؤلاء ياسادتي حينما يفكرون يتخلون عن مبادئهم ودينهم وعقولهم، ولذا لا استغرب كما انت للتزمير والتطبيل للأنتصار التاريخي للأمارات وهي ترعى فتح باب التطبيع المعلن مع اسرائيل وتتباهى به وتغازل اخواتها من دويلات الخليج فهؤلاء الاثرياء لم يرثوا مبادئ الحرية والحق او يتدارسونها في مدارسهم ولم تغص بها درابين ازقتهم الفارغة من اي حياة ولا ارثهم الديني الانهزامي الهزيل كي يساعدهم على تقويم الاعوجاج والخلل الذي اذل رقابهم وجعلهم عبيدا للصهاينة ومشاريعهم التوسعية في المنطقة ..فما هو ثمن هذا الاتفاق المبرم ستحصل عليه الامارات.
العرب من هؤلاء ياسادتي هم صنيعة الصهاينة الذين بذلوا وعلى مدى سنين طويلة ليحصدوا نتائج عملهم اليوم وما بتطبيع وقبول الحكومات المتصيهنة بوجود الاحتلال الغاصب للأرض فقتلوا في الشعب العربي المسلم كل ارادة او انتفاضة لطرد هذا الكيان اللقيط وشغلوا هذه الشعوب المسلمة باقتتال داخلي واصطناع للحرية المزيفة التي صفق لها الشباب المتميع هنا وهناك في الدول العربية.
لكن الذي يهون الخطب أن الفكر الشيعي الحي والمتجدد بكل روافده الدينية والثقافية كان ولا يزال يبعث الروح في هذه الحياة، هذا المذهب الذي حافظ على القيم الاسلامية والانسانية التي نادى بها اهل البيت ومنها الحرية التي ترفض ان ينام الانسان على ظلم أوضيم أبدا شعارهم في كلمة سيد الشهداء عليه السلام هيهات من الذلة.
سعد العابدي
|