كونُ جهةٍ ما باطلة وفاسدة لا يعني أنّ الجهة المقابلة لها جهة حق ويصح الميلُ إليها..
فكم حدّثنا التأريخ عن جهات تقاتلت فيما بينها وكلٌ منهم على باطل، فالزبيريون والأمويون، والأمويون والعباسيون بل العباسيون فيما بينهم، وهكذا الشواهد لذلك أكثر من أن تحصى، فليس الصراع دائماً كالصراع بين علي إمام الحق ومعاوية إمام الباطل.
فإذا كانت حكومتنا والطبقة السياسية الحالية فاسدة فلا يعني أنّ مَن يضاددُها ممن كان قبلها نزيهاً شريفاً - فإنّ التفكير بمثل هذه الطريقة يؤشر إلى خلل في المنظومة الفكرية والنفسية - بل النظام السابق أساس الدمار والحرمان والفساد والظلم والقتل والتنكيل و و و ...
ومن العجيب أننا نجد من يبرر للنظام الطاغي السابق جرائمه بحجة أنّ مَن جاء بعده غرق بالفساد والمظالم..! وليت شعري هل الظلم اللاحق ينسخ الظلم السابق ويُنسيه؟! وهل الفساد يَجُبُّ ما قبله ؟! ولماذا نستنكر التبرير للفساد الحالي إذا كنّا نبرر للفساد الماضي؟!
|