لقد كان الدور الديني الذي جسدته مفاهيم مختلفة وكثيرة في مرحلة ما بعد عام 2003م مثل ؛ المرجعية ، الفتوى ، الجهاد الكفائي ، الشهادة في سبيل الله ...وغيرها . هو الفاعل الأساس - الدين - والمحرك الجوهري في كثير من المواقف والمقاطع التأريخية الحساسة والحاسمة .
وكانت المرجعية والفتوى والجهاد والشهادة وغيرها من المفاهيم ، تنبثق من رؤية دينية وشرعية وتنطلق من مباني فقهية وأصولية تستند الى المصادر والمنابع الدينية الأساس المتمثلة بالكتاب والسنة ، وبالتالي هي تمثل موقف ديني وتعبر عن رأي شرعي يستند الى الدين والشريعة .
وبالرغم من الدور الكبير الذي جسدته تلك المواقف الصلبة والمؤثرة في الظروف والأحداث والمنعطفات في مسيرة الدولة العراقية وحياة العراقيين ؛ إلا أن بعض المخادعين الذين لم تفلح بضاعتهم الفكرية - بمختلف عناوينها ومسمياتها - في إيجاد مساحة لهم في الواقع ومزاحمة الدور الديني المؤثر في واقع العراق والعراقيين . لذا فهم لم يستطيعوا أن يتنكروا بشكل صريح لفاعلية الدين ودوره في الحياة السياسية والإجتماعية ، لكنهم واجهوا ويواجهوا هذا الدور من زاويتين أساسيتين هما :
الزاوية الأولى : التركيز والمبالغة في فشل بعض الواجهات الحزبية التي حملت عناوين إسلامية ، وتكرار المواقف السلبية وتضخيمها قدر المستطاع في كل مكان وزمان .
والزاوية الثانية : هي محاولة تغليف تلك المواقف الدينية والشرعية بإطار كما يعبر عنه بعضهم بإنها تمثل موقف ( مدني أو حداثوي أو كما وصف بعضهم بإنها المرجعية الليبرالية والعلمانية !؟ ) ، وهذا الأخير إن لم يعبر عن جهل وسذاجة فهو وقاحة وصلافة .
صحيح أن تجربة الأحزاب ذات العناوين الإسلامية - رغم أنها لا تمثل الدين ولا تعبر عنه - فشلت بنسبة كبيرة ولم تحقق نجاح لائق بها وبتأريخها ، لكن ذلك كله لم يستطع أن يغطي فاعلية الدين ومفاهيمه وروحه العامة - التي تنبثق من رجالها الإنقياء ومصادرها العذبة - وتأثيرة الإيجابي في الحياة والناس والسياسة والمجتمع .
وما النصر المؤزر على الإرهاب وداعش وتحرير العراق ومنع سقوطه وتفتيته وتدميره ؛ إلا ثمار لزرع قد كانت بذوره دينية كالمرجعية والفتوى والجهاد والتضحية والشهادة في سبيل الله .
|