وقف الوزير مرعوبا امام غضب الملك الجائر.
:ـ ايها الوزير .. لقد سمعت بانك استطعت ان تنال محبة الناس ، والناس يحبونك ويفتدوك بارواحهم .. وهذا يعني ان الشعب يحبك اكثر مما يحب الملك وهذا الحب لو تعرف يعتبر خيانة عظمى ...اجاب الوزير:ـ يا صاحب الجلالة ... لاأحد يفكر في مملكتك بالخيانة ..فهل الخيانة يامولاي ان اتصرف على سجيتي ؟
صاح الملك وهو يكاد يفقد اتزانه انا لايهمني كيف تفكر لكني افكر كيف لهذي الناس ان تحبك اكثر من الملك ... هذه خيانة ولكن تأبى رحمتي ان تأخذ رأسك .. حيثما أختبر حكمتك بثلاثة اسئلة .... السؤال الاول .. الى أي يوم سأبقى على قيد الحياة؟ السؤال الثاني :ـ كم احتاج لأجوب العالم؟ والسؤال الثالث :ـ بماذا افكر ؟ ولك مهلة الجواب ثلاثة ايام فقط.. فراح الوزير يسأل اهل المعرقة بحثا عن الجواب وحين عجز الوزير عن ايجاد الاجوبة تقدم له احد الفلاحين قائلا ..سيدي الوزير... الجميع هنا يتحدث عن ملامح الشبه بيني وبينك فدعني افتديك نفسي والبس ملابسك واتقدم الى الملك بصفة الوزير ... وانا متأكد من الخلاص .. وبعد التوسل به اقتنع الوزير بالفكرة ...
... صاح الملك عندما قابله :ـ انك يقظ ياوزيري ..هل انت مستعد للاجوبة ؟ قال الوزير ان شاء الله فقال الملك اذن اخبرني الى اي يوم سأبقى على قيد الحياة ؟ اجاب الفلاح :ـ ستعيش يا سيدي حتى تموت لاتزيد يوما ولاتنقص ساعة ..أندهش الملك من الجواب وقال :ـ اذن كم احتاج لأجوب العالم ؟ اجاب الفلاح : اربع وعشرين ساعة فقط اذا انطلقت بمسار الشمس من مطلعها حتى مشرقها ثانية في الصباح التالي ..قال الملك وهو معجب بحكمة وزيره ... عليك ان تخبرني بماذا افكر الآن ؟ اجاب الفلاح :ـ انك تفكر يامولاي كيف استطاع وزير ان ينال محبة الناس اكثر من الملك وهيبته فاعلم سيدي الملك انا رجل فلاح اشبه وزيرك قررت ان افتديه في محنته لمحبته للناس ولطيبته فلذلك قررنا ان ننجيه من الموت حتى لو كلفنا هذا الفعل حياتنا فان تعتبرها جرأة مني خذ قصاص هيبة السلطة من دمي واعفو عن الوزير الطيب ..قال الملك : قل لوزيرك لقد ربحت االعفو ونلت الهيبة والمحبة منا وعلمتنا ان لحب الناس قوة لا تمنحها العروش ابدا |