• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل تتغير امريكا؟ .
                          • الكاتب : امجد عبد الامام .

هل تتغير امريكا؟

مرت الولايات المتحدة الامريكية على مدى تاريخها منذ عام ١٧٧٦ وانتخاب جورج واشنطن كأول رئيس لها، مرت بأزمات كبيرة وعديدة منها اجتماعية كالصراعات الداخلية ومنها اقتصادية وما يتعلق باقتصاد الدولة واثره على الداخل الامريكي من شركات ومصانع وبورصات مالية فضلا عن سلسلة الحروب التي خاضتها في الداخل والخارج والتي خرجت منها خاسرة مرات ومرات منتصرة.

حجم ازمات الولايات المتحدة بحجم تحدياتها وطموحاتها وحركتها وتفاعلها على المسرح الدولي، ولا تقاس بإمكانيات وطموحات ومشاريع دول اخرى تنافسها على الصدارة في قيادة العالم.

لذلك غالبا ما تخفي الولايات المتحدة الارقام والاحصائيات الحقيقية في حركتها ومشاريعها سواء للرأي العام الداخلي او للأعلام والدول بصورة عامة وهذا ينطبق بصورة محكمة وقانونية حتى على اصدقاء امريكا فضلا عن حلفائها، ولا اقول انها دولة لا تحمل نقاط ضعف ومواطن خلل لكنها دولة يغلب على مجملها التكتم والسرية حفاظا على هيبتها وامنها واقتصادها.

وهذا ما يجعل ان كثيراً من التحليلات والتنبؤات تدور وفق ما يترشح ويتسرب من هوامش المعلومات للصحافة وما يطلقه من يعيش ومنغمس في الداخل الامريكي سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي ولا يعدو كونه تفسيرا ظاهريا لا ينفذ لعمق الحقيقة والواقع، نعم ربما تتوافق بعض الآراء والطروحات مع ما يمكن ان يحدث في المستقبل لكنه لا يتجذر في التوقع ويلامس جوهر الحقيقة الا بشكل طفيف.

وعليه ان نظرة عامة للإحداث التي غيرت من واقع الولايات المتحدة هي في حقيقتها لا تصب الا في صالح الولايات المتحدة ولم تضعفها الا من ناحية الشتم والتشفي التاريخي من قبل الاخرين المناوئين لها، او الذين ارخوا تاريخها بالصورة الأخرى الظالمة والمستعمرة بعيدا عن عملية التجميل.

فأحداث كبيرة مثل الحركة المناهضة للعنصرية في الستينيات وازمة الكساد الاعظم في الثلاثينيات وازمة حرية المرأة وحرب فيتنام واحداث تفجير الابراج في ايلول عام ٢٠٠١، وغيرها من الاحداث التي التفت امريكا حول نفسها وحولتها لصالحها وصالح شعبها لأنها تجيد التموضع والدفاع عن نفسها لو داهمها خطر مصيري يهدد كيانها ووجودها وهذا ما فعلته في كثير من جولات المواجهة ومنها في الحرب العالمية الثانية التي ختمتها بالقنبلتين النوويتين على اليابان فيما كانت هناك مفاوضات استسلام وانهاء الحرب تدور خلف الكواليس. لكنها كانت رسالة رد وعقوبة على الهجوم الياباني على بيرل هاربر.

امريكا مهووسة بالتاريخ والتقمص وتبني الحضارات السابقة وخاصة الحضارة الرومانية التي انتصرت فيها مدينة العسكر على مدينة الفلسفة والعلم والحكمة ومثلت في اعدائها اشد تمثيل بعد كل جولة معارك سواء كانت منتصرة فيها او خاسرة.

ان انعكاس رد الفعل الامريكي الى الخارج على الاحداث المحلية الداخلية سيكون اشد قسوة واكثر ضراوة من هراوات الشرطة او بخاخات الفلفل او رفع الانجيل امام كنيسة..، صحيح ربما نشهد موجه عنف داخلية متبادلة وانقسامات اجتماعية وحكومية في التعاطي مع حدث مقتل جورج فلويد الا ان رد الفعل الأمريكي الخارجي سيكون مختلفا تماما لان ترامب بشكل خاص وسياسة إدارة الازمات في الولايات المتحدة غالبا ما تعتمد على العامل الخارجي والعدو المجهول في رد الفعل تجاه أي انتكاسة او أي مشكلة داخلية كبيرة، والمحددات الخارجية في عقلية صانع القرار مدونة حسب جدول أولويات تبدأ بمحاربة الإرهاب مرورا بمشكلة خطر الصين وروسيا وايران. 

يبقى الترقب والانتظار لما ستؤل اليه الاحداث سيد الموقف وما سيحمل المستقبل من تطورات ومفاجآت يحملها المتظاهرون والحكومة معا على حد سواء هي الفاصل بين الفريقين، وهل ستذهب أمريكا الى تغيير سياستها تجاه العالم الخارجي ام الى شعبها ومعالجة الأخطاء والأزمات الاجتماعية والاقتصادية في داخل البلاد وخارجها




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145106
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15