• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة في قصيدة الشاعرة المغتربة لبنى شرارة بزي (أناغي قمري) .
                          • الكاتب : المصيفي الركابي .

قراءة في قصيدة الشاعرة المغتربة لبنى شرارة بزي (أناغي قمري)

لم أكن في مدرسة كلود مونيه الانطباعية لأرى منظرا مباشرا للشمس أو للبحر او لمستشفى يقطنه المجانين، ولكن أسجّل انطباعي لقراءة أدبية متواضعة
لقصيدة الشاعرة المغتربة لبنى شرارة بزي "أناغي قمري ''، حيث أرى في ما قرأته للقصيدة آنفة الذكر وكأنّ الشاعرة ترسم الكلمات لوحةً فنية رسمها خالد الذكر الفنان الفرنسي كلود مونيه، ولو جاز لي التعبير لأسميتُها قصيدةً شعريةً انطباعية؛ ففي هذه القصيدة ترسم الشاعرة صورها بريشة الفنّانة المبدعة التي تمتلك أدواتها الفنية والشعرية.
''أناغي قمري''
يجتاحني الحنين
يردم فجوات السنين
يعود إلى الوراء..
إلى حلم مضى
في زحمة الأيام ...أقف متأمّلا لطريقة اختيار مفردات هذه اللوحة الرائعة؛ فلو عدنا إلى عنوان القصيدة " اناغي قمري"، نجد مفردة "اناغي" تجسيداً واضحاً للبراءة الطفولية المطلقة في مناغاة القمر ذلك الكائن الجميل؛ وفي المقطع الذي يليه
"يجتاحني الحنين يردم فجوات السنين"، أيّ اجتياح جارف هذا.؟
إنّه اجتياح الحنين ولكن الاجتياح
هذا ليس تقدّما إلى الأمام بل عودة إلى الحلم الذي مضى في زحمة الأيام، الحلم الذي أصابه الخمول او الضمور في يوم ما بسبب تراكم حالات التعب التي فرضتها الأقدار.
"اعدو وراءه بكفي المبتور"، وهنا العدو او الركض او الملاحقة رغم الافرازات المؤلمة. لنرى وضوح الصورة في" الاحق الضوء في عتمة الظلام"، هنا وضحت الإرادة في صورة تحدّي الظلام.
" أبحث عن ابتسامتي الموءودة
أبحث عن أناملي المفقودة ".
هنا الشاعرة لاتزال في بحث مستمر عمّا فقدته من جوهر قضيتها ألا وهي ابتسامتها الموءودة التي وُئِدت كما تئِد الجاهلية الرضيعةَ في مهدها، وفي الحقيقة أنّه لون صارخ في لوحة جميلة جدا. عادت أيضا تبحث عن أناملها المفقودة التي فقدتها مع كفها في الصورة التي سبقت.. ..أبهرتني هذه الالوان في هذه اللوحة التي رسمتها بالكلمات.
"ها انا دويّ..
ها أنا صراخ..
وقلبي الجريح..
الشاعرة الآن وقفت على قدميها
هامةً سامقة لتُؤكّد قوة شكيمتها في المضيّ إلى الحلم الذي تصبو إليه بقلبٍ جريح مِلؤه الثورة على
الذات وعلى ما وقع عليها من حيف
" أصفع اليأس من جديد
وأناغي قمري الوليد". هكذا تكون الشاعرة بصورها الشعرية المتضادة هذه قد مزجت القوة بالبراءة وبالإرادة الصلبة في
قضيتها "أناغي قمري"، ويمكن القول
أن القصيدة هذه لوحة شعرية مميّزة في انطباعية كلود مونيه الفنية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15