قالوا له انت في موقع حساس وعليك الانتماء لحزب البعث , كان هذا في بداية الثمانينات ,أجابهم بأنه لا ينتمي ولا يمكن أن يلطخ يداه بمصافحة الظلمة . في الواقع أنه كان قد أنتمى لحزب الدعوة الاسلامية في عام 1975 والتقي بالمرجع محمد باقر الصدر عدة مرات ضمن وفود بسيطة من الدعاة الاوائل , كشف امر الوالد وأعتقل ولم يدم اعتقاله طويلا فقد اعدم بعد شهر من الاعتقال وسلمت جثته الى ذويه بتاريخ 24\11\1980 . كان عمري حينها لم يبلغ السنة , ترك والده ووالدته الذين لم يكن لهم ابنا غيره وأطفالا صغارا . توالت بعدها معاناتنا وشملت الاقارب وفصل من فصل وأعدم من أعدم(12 شهيد) وقضى العشرات من العائلة أعمارهم في زنازين البعث .
كنا نعيش تلك السنوات بأنتظار لحظة الخلاص ولم نركن الى الظلمة طرفة عين , عارضنا النظام بكل الوسائل المتاحة , هجرنا الديار التي هدمت . في تلك المرحلة كنا نرى ادوات النظام البائد التي يقمعنا بها , كانوا يتلذذون بعذاباتنا ويقتلون من يظفروا به ثم يعلنوا امام الملأ ومن على الشاشات بأنهم من قتل وكانت جلساتهم الحميمية مع قائدهم المفدى تنقل على التلفاز , يشرحون للقائد كيف تصدوا للعدو !! ثم تنتهي الجلسة برقصاتهم وأهازيجهم وبعدها يعودوا للديار بمكارم القائد السخية .
ذهب النظام وأختفوا بذهابه , ثم عادوا وبقوة الى الواجهة ...كانوا في ذلك العهد يجلسون مع قائدهم ويكرمهم ويعتمد عليهم ولكنه لم يمتعهم بأكثر مما يستحقوا , رغم عضويتهم في البعث بدرجات متفاوتة فمنهم من هو عضو شعبة ومنهم من هو عضو فرقة ( لم يكن بينهم اعلى او ادنى) وبعضهم اصبح عضوا في المجلس الوطني الشكلي , استهتروا كثيرا في عصرهم الذهبي حتى وصل استهتار احدهم ان اقتحم مدرسة البنات الابتدائية التي كانت ابنته تلميذة فيها واعتدى على المعلمة بالضرب المبرح !!!!
حزب الدعوة العربي الازدواجي يأخذ بأيديهم الى أعلى المستويات فلا تخلوا فضائية اليوم من احد هؤلاء المناضلين , أعضاء مجلس نواب ومستشارين ورجالات دولة كبار ومسؤولي اسناد ولهم من الامتيازات الضخمة ما لا يحلموا به ابدا !!!!
لا اجد تفسيرا لهذه الظاهرة المأساوية , أزدواجية صارخة .... ينتقون من البعث ما يريدون غير مبالين بتاريخ هذا وذاك ويجتثون من صغار البعثيين كديكور لهيئة اسمها هيئة مساءلة البعث وحقيقتها هيئة عودة البعث . أعرف أن البعض سيعتبرني متحاملا وأنطلق من عداء حزبي أو شخصي ولكن نحن أبناء هذه الدولة ونعرف ما لنا وما علينا , لم نتخلف عن واجب قط . لكن علينا أن لا ننظر للأمور من جانبها الاعلامي فقط ونشخص تعامل حكومتنا الغير عادلة معنا , لا ان تبقى تسيرنا حسب رغباتها وما تمليه المصلحة فقط ( يردونها سودة سودة ... يردونها بيضة بيضة) ولدينا من الامثلة التي تؤكد ازدواجية عمل الحكومة , لا يختلف رئيس جامعة تكريت عن رئيس جامعة البصرة كثيرا , الاول بعثي والثاني بعثي ووكيل أمن ..الاول رفع اسماء كل المشمولين بالمساءلة والعدالة الى الوزارة بينما الثاني تستر على البعثيين وأبقاهم في مواقعهم !!! الثاني انتمى( الدعوة تجب ما قبلها) !!!!!!
نجد البعث يعشعش في كل مكان , في مجلس الوزراء وفي الامانة العامة ...بأختصار في كل دائرة وفي كل موقع وأغلب الذوات منهم ممن عرفوا بأجرامهم , أما أبنائهم فالوظائف تنتظرهم !!!! ليس تجني او أتهام بل هذا هو الواقع المخزي المؤلم (مثل بلاع الموس) ...
يصور المالكي نفسه ويصوره البعض بأنه قائد للشيعة , ولكن للضرورة أحكام , بالامس ينتقد الطائفيون حسب تعبيره فما هذا التحول الرهيب !!!
يدعي محاربة البعث وهنا جفاء صارخ للحقيقة , ولا يحتاج الامر ان نورد ادلة وأسماء بعثيوا الامس دعوجيوا اليوم فهم كثر ماشاء الله .
يقول المالكي (لو كان في العراق ثقة لما رشحت نفسي )!!!! وقبله قال موسوليني ( لم يولد خليفتي بعد) , وهتلر قال قولا مشابها !!!!! هل يوجد أختلاف في التفكير والعقلية؟؟؟
يفشل المالكي بكل شيء ويتحدث الشارع بضرورة التغير , ينجح المالكي بخداع الشارع ذو الاغلبية الشيعية ويستميله ويصبح الرقم الاصعب شيعيا !!! كيف نجح ؟؟ استل ملفا مركونا او محفوظا للأوقات الحرجة ضد نائب رئيسنا , كثيرة حقائق الملف ولكن الغرض ليس العدالة انما النتيجة التي حصلت !!!! ومن يدري من التالي خصوصا اننا مقبلون على صيف ملتهب وفاقد للكهرباء , يحتاج الامر مادة أدسم , فمن سعيد الحظ ياترى؟؟؟ (هو الشعب من يصنعهم ) كلمة مكررة لكننا لن نستفيد ابدا .
حسين الاسدي يطالب بمحاكمة جلال طالباني بتهمة التستر على طارق الهاشمي ولكنه ينسى محاكمة المالكي عن نفس القضية , فقد صرح المالكي بأنه يعرف هذه الجرائم منذ ثلاث سنين !!!!!
سبعة مليارات دولار يبحث عنها البرلمان والحكومة ولم يجدها أحد !!! هل هذه حقيقة ام أنها نكتة ؟؟؟
أتصلت بأحد أقاربي (ابن عمي وأبن خالتي) وهو عضو مجلس نواب عن دولة القانون ومقرب جدا جدا من المالكي , قلت له بعد المجاملة تخرجت من الجامعة ومنذ ثلاث سنوات أبحث عن عمل ولكن بلا فائدة .. قال الله كريم ... في التالي جاء اخو النائب وقال ( نعينك بشرط الانتماء لحزب الدعوة وبعدها بشهر نعينك)!!!!!!!!!! هذا هو الثمن , شراء الذمم مع أن هذا النائب المبجل أختصاص تعيين أبناء البعثيين وقد ملأ بهم جهاز المخابرات الوطني !!!! لو كان ابي بعثي لما تأخرت ولكنه اختار الطريق الاصعب , لولا الخبز ما عبد الله .... وهؤلاء يحاربوننا بهذا وما أقذره من سلاح !! |