تم منع تدوين حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) من قبل خلفاء العامة من ابي بكر حتى زمن عمر بن عبد العزيز ولا ريب ان المنع كان بدوافع سياسية هدفها عدم انتشار فضائل اهل البيت النبوي ( صلوات الله عليهم ) وأحقيتهم وتقدمهم على غيرهم في جميع المجالات لا سيما أحقية الامام ( عليه السلام ) في خلافة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكان هناك تعتيم اعلامي من قبل السلطة واستمر فترة طويلة حتى مات الصحابة الذين كانوا سمعوا كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهذا الخصوص ونشأ جيل جديد لا يعلم فضل اهل البيت وأنهم هم اصحاب الحق في زعامة الامة طبقا لنصوص ووصايا النبي , ومن جهة أخرى بثت السلطة وخاصة زمن معاوية أحاديث مكذوبة منسوبة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في فضائل مخالفي أهل البيت وغاصبي حقوقهم فأنقلب الأمر رأسا على عقب حتى صار الملعون على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) مثل معاوية ومروان وغيرهما ممدوحين ومقدمين وبالمقابل صار أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وولديه ريحانتي النبي ( صلوات الله عليهم جميعا ) مذمومين خارجيين يتم لعنهم على المنابر ويتم قتلهم والتمثيل بأجسادهم !
...
وعلى كل حال , إليك عزيزي القارئ تبرير علماء اهل الخلاف لجريمة منع تدوين الحديث النبوي و استفهاماتنا عليه ؟:
____
كتاب المنح الربانية للشيخ الازهري خالد الجندي ص83
( قال النووي : وكان النهي عن كتابة الحديث حين خيف اختلاطه بالقرآن ... وقيل انما نهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة وزاد ابن حجر ان النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره .. )
-----
راجع : شرح النووي على صحيح مسلم ج17 ص 102 , و المدخل الى السنن الكبرى للبيهقي ص 410 وما بعدها , و فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ج1 ص208
-----
ونحن نسألهم : أليس الله تعالى قال ان القرآن ليس مثله كلام . ولن يستطيع أحد ان يأتي بكلام مثل القرآن ؟! , فكيف قلتم ان هناك كلام ممكن ان يماثل القرآن ويشابهه فيؤدي الى اختلاط القرآن به ؟! , ومع تبريركم هذا هل يبقى للقرآن أي اعجاز ؟!
وكيف يمكنكم التوفيق بين ما بررتم به جريمة اسلافكم في منعهم تدوين حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبين قول الله تعالى في هذه الآيات وغيرها ؟ مما تتضمن نفس التحدي والمضمون ؟ :
...
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ...
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ...
..
حتى بالنسبة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فإنه وكما نص القرآن لا يستطيع ان يأتي بقرآن آخر غير هذا القرآن او يبدله :
قال تعالى :
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ..
..
فليس أمامكم الا ان ترفعوا أيديكم عن اعجاز القرآن وبالتالي تخالفون نص القرآن وتطعنون في معجزة النبي الخالدة أو ان تعترفوا ان خلفائكم منعوا تدوين الحديث لغايات دنيوية سياسية مصلحية ليس لها اي علاقة بحفظ القرآن . !
|