• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ليلة ٣ رمضان ١٤٤١ معراج الروح بين الملكوت والناسوت  .
                          • الكاتب : مهند العياشي .

ليلة ٣ رمضان ١٤٤١ معراج الروح بين الملكوت والناسوت 

أطول رحلات البشر وأكثرها مشقة وتعقيد
هو رحلةٌ مابين عالم الملكوت والناسوت 
هذه الرحلة المعقدة لم تكن لعباً ولهو
فتنقلك أخي وأختي من عالم الملك والملكوت إلى عالم الذر فالاصلاب فالأرحام فالدنيا فالبرزخ وصولاً إلى عالم الآخرة
ماهي الا دليل اصطفاء واختيار الهي لك دون غيرك من الذين لم ولن يخلقهم الله ولو شاء لفعل 
لكنه تقدست اسمائه اختارك أنت وفضلك على جميع خلقه بما فيهم الملائكة المقربين 

قال تعالى :{ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديراً} 

وقال تعالى: { إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على اللّه بعزيز} 

وقال تعالى: { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}

وحسبنا قول أمير المؤمنين عليه السلام  :

(( وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر ))؟!

ولكن رغم أهمية جوهر الإنسان وكيانه 
 فرُبَّ حي ميّت وربَّ ميّتٍ حي

لأن الحياة بلا هدف موت ، والموت على هدفٍ حياة

فكم من حي وهدفه الأول إشباع رغباته وشهواته !

وبتعبير سيد البلغاء عليه السلام 

(( فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها.))

فكم من حي همه وشغله الشاغل أكل الطيبات والحصول على الملذات ؟!
وأكل الطيبات ماهو الا رمز لباقي الشهوات 

ففرق بين أن تكون الشهوات هدف وبين ان تكون غاية 

فيجب ان تكون ملذات الدنيا وشهواتها مجرد غاية و وسيلة وليس هدف منشود 

وانما الهدف هو الذي يُعطي الإنسان الحياة 
وللميت الخلود 

وكلما كان الهدف مرتبط برضى الرحمن وسعياً للجنان كلما كان الهدف أكمل واشمل 

فكل انسان يستطيع ان يحدد له هدفاً مهما كان علمه وثقافته وتحصيله ومكانته الاجتماعية 

عندما ننظر واقعاً الى العلماء والمفكرين والناجحين في هذه الحياة ونرى بصماتهم وجميل آثرهم ألا يحرّك فينا شعور الغبطة 
وحُب السعي نحو الهدف المنشود 

فالاهداف كثيرة ومتنوعة وليست على مستوى واحد من الابتكار والتأليف مثلا
فإن الارتقاء بعبادة الله والسعي إلى أفضل الدرجات هدف 
تهذيب النفس والسعي فيها إلى الفضائل هدف
إنشاء أسرة مستقيمة هدف 
التعليم والتعلم هدف
الدعوة إلى الله هدف
مساعدة المحتاجين هدف
إتقان العمل هدف
فالأهداف لا حد لها ولاحصر

فمن عاش بلا هدف 
كان كمن يأكل ويشرب لينتظر ساعة رحيله وحسب 

فهل هذا ماأراده الله من الإنسان الذي أكرمه ونعمه وبأي صورة ماشاء ركبه ؟!
 
فمن يعيش بلا هدف ومهما طالت حياته 

((فهو ميّت بين أحياء))




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143880
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15