قبل أن نتخلص من الدولة الريعية تعالوا معي
لنتعرف عن هذا المصطلح والذي يبدو غريباً
للبعض رغم إن بلدنا على رأس قائمة الدول الريعية.
وهنا لابد من الإشارة الى إن أول من أستخدم مصطلح الريع هو آدم سمث في كتابه الشهير (ثروة الأمم ) بأعتباره شكل من أشكال المردود المالي ولكن أول من أستعمله كنمط أقتصادي هو كارل ماركس في كتابه (رأس المال ) وإن معنى كلمة الريع هو النماء والازدهار. أما مصطلح الدولة الريعية فهو تعبير عن الدولة التي تعتمد بشكل شبه كلي على مصدر واحد لسد إنفاقها الحكومي وهذا المصدر يتمثل بالنفط
بقي ان نشير إن مصطلح الدولة الريعية ظهر لأول مرة في دراسة للكاتب الإيراني حسين مهدوي عام 1970 حيث عرف الدولة الريعية بإنها الدولة التي تحصل على جزء كبير من دخلها من مصادر خارجية سواء كان ذلك من موارد طبيعية أو زراعية أو إستخراجية على شكل ريع تتحكم الدولة في السيطرة عليه وتوزيعه.
والسؤال الذي نود الإجابة عليه هو ما هي مساويء الدولة الريعية وكيفية الخلاص منها.
مساويء الدولة الريعية وكيفية الخلاص منها
لعل من أكبر المساويء أو قل مخاطر الدولة الريعية هو أعتمادها على مورد إقتصادي واحد الا وهو النفط ولكن مالضير في ذلك فالنفط عصب الحياة ويدر أموالاً كثيرة ولدينا مخزونات كبيرة ؟ إنتظر لحظة من فضلك وإقرأ جيداً.
اذا ما رجعنا الى تعريف الدولة الريعية ستجد انه ومما لا يقبل الشك ينطبق وبلا منازع على بلدنا العراق وإذا ما تفحصت حال بلدنا ستتضح المساويء والمخاطر التي يعيشها أبناء بلدنا دون أن تقرأ هذه الكلمات البسيطة ومنها على سبيل المثال لا الحصر.
أولاً. يؤدي هذا النوع من الاقتصاد الى إعتماد الدولة وبشكل شبه كلي على ايرادات النفط مما يؤدي الى شلل في القطاعات الأخرى كالزراعة والصناعة والسياحة وغيرها الأمر الذي سينعكس سلباً على المجتمع.
ثانياً. العجز الكبير الذي سيحصل في موازنة الدولة فيما اذا انخفض سعر برميل النفط والتهديد الذي يصاحبه بتخفيض الرواتب.
ثالثاً. تحول المجتمع الى مستهلك وإعتماده على الأستيراد الخارجي لعدم وجود نشاط إنتاجي في البلد
رابعاً . إن الثروة الريعية لا يتم توزيعها بعدالة لانها وببساطة تخضع لسيطرة من بيدهم السلطة والمستفيد بذلك هم وحاشيتهم.
خامساً. . الارتفاع المتواصل في مستويات البطالة وما له من آثار إجتماعية وزيادة معدلات الجريمة.
ولكن إن كانت هذه بعض الآثار فهل من سبيل للخلاص من هذه الدولة الريعية وما هي تجارب الدول الاخرى وبهذا الصدد نقول كتب الكثير من الباحثين والكتاب ومنهم عراقيين في كيفية الخلاص من الدولة الريعية وهنا نضع امام القاريء الكريم ابرز الحلول الناجعة لتلك المشكلة. وهي كما في أدناه.
أولاً. تطوير النظام الاقتصادي عن طريق تنوع مصادر الدخل من خلال الأتجاه نحو الزراعة وخاصة نحن نمتلك مقومات الزراعة من اليد العاملة والأرض الخصبة والمياه
ثانياً. الأتجاه نحو الأستثمار في السياحة ولا يخفى على أحد ما يمتلكه بلدنا من المراقد الدينية والعتبات المقدسة والمواقع الأثرية والأهوار.
ثالثاً. الأتجاه نحو الصناعة وبمختلف أنواعها الطبية منها والغذائية والحيوانية وغيرها.
رابعاً. المضي بأستكمال أجراءات قانون النفط الوطنية والذي يعبر عنه أحد المختصين بالنفط بأنه انقلاب على مفهوم الدولة الريعية، ومحاولة لكسر احتكار الدولة لإيرادات النفط وتجسيد ملكية الشعب لثرواته.
واذا ما بحثنا عن تلك الدول التي قامت بتعدد مصادر دخلها نجد ان دولة الامارات العربية المتحدة خير مثال فبالرغم من انها دولة ريعية تجد انها اهتمت بالسياحة وفرض الرسوم على بعض الخدمات وكذلك استثمارها بالموانيء وكل تلك موارد اخرى غير النفط بالاضافة الى امتلاكها صندوق سيادي وهو من أكبر عشرة صناديق في العالم وهو من مصادر الدخل أيضاً مما ينعكس على موازنتها العامة. وكذلك لدينا التجربة النرويجية وإندونيسيا والتي تحولت من بلد مصدر للنفط الى مستورد للمنتوجات النفطية.
|