• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وباء كورونا فرصة للرجوع الى الله .
                          • الكاتب : الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي .

وباء كورونا فرصة للرجوع الى الله

من كلمة معتمد مكتب المرجعية العليا في قضاء الدجيل فضيلة الشيخ (صادق الحاج احمد الدجيلي ) حول وباء فايروس كورونا المستجد .. 

(يوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)

هذه الاية تتحدث عن المنافقين , وحينما تتحدث عن عذاب المنافقين , فتقول : انه بالظاهر فيه العذاب ولكن في باطنه الرحمة , وهذه الاية من الايات المعجزة , والآيات المعجزة , والايات الدقيقة . حيث تتحدث عن عذاب, وهذا العذاب في حقيقته,  وفي جوهره, وفي كنهه, رحمة,
ينقل الشيخ المجلسي اعلى الله مقامه , في بحاره , رواية عن الامام العسكري عليه السلام ( ما من بلية إلا ولله فيها نعمه تحيط بها )
التفتوا ايها الاحبة , بلية ولكن في حيقتها , نعمه , وهناء يرد سؤال ؟ كيف يكون العذاب نعمة بنص هذه الاية الكريمة ؟
 وكيف تعدون البلية نعمة ؟ 
عجيب , ايها الاخوة , كيف نفهم هذه الاية الكريمة ؟ ثم كيف نفهم هذه الرواية الواردة عن الامام العسكري عليه السلام ؟ والتي ايضا تحاكي تلك الاية الكريمة ,وهذا يفسر كيف ان العترة عليهم السلام , عدل القران , فنفهم القران ,  ونعي القران ,  ونتدبر القران , اذا رجعنا الى العترة , وإذا  اقتبسنا من علوم العترة ,
الان  العترة سلام الله تعالى عليهم هم الاعرف وهم  الادرى بالقران الكريم , فهي تتحدث عن عذاب باطنه الرحمة , والإمام العسكري يتحدث عن بلية باطنها رحمة ,( واحد اجلى مصاديق هذه الاية )   اليوم هو هذا المرض الذي ضرب على ما يقارب اليوم اكثر من مليوني انسان على هذه الكرة البسيطة  , فكيف يكون فايروس كورونا نعمة وفي نفس الوقت رحمة , 
فجعلنا ما يمكن ان يحسب انه نعمة منه على شكل نقاط ليسهل حفظها,  
1. اظهر للناس قدرة الله تعالى وعظمته , اناس في هذا التقدم العلمي , والفكري , لديهم هذه الاموال الطائلة , لديهم هذه التكنولوجيا المخوفة , وإذا فايروس لايرى بالعين المجردة , يقف العالم اليوم عاجزا عن ايجاد علاج لهذا المرض , فهذا يكشف عن ماذا ؟
    اذن هو يكشف عن قدرة الله عز وجل , هذا الفايروس بين ما لله من عظمة , وما لله من رفعة , وما لله من تبارك وتعالى من مكانة , 

2. اظهار العجز العلمي , والفكري , حيث يظهر اليوم ايها الاخوة تردد ظاهر جدا , مصداق هذا التردد ومصداق هذا العجز الفكري , والعلمي عند الانسانية ,
• بأي درجة حرارة مثلا يموت هذه الفيروس , قسم يقول في درجة خمسة وخمسين ؛ لان الفيروسات الاخرى تموت في هكذا درجة , قسم يقول : كلا , بل بدرجة سبعين , اخر في اخر تقرير  يقول :  كلا , هذا الفيروس يموت في درجة تسعين درجة مئوية , ويكشف هذا التردد على انهم لا يعرفون , ولا يعلمون , ولا يهتدون  لدرجة موته الواقعية ,
• التفتوا ايها الاحبة , مسالة اخرى وهي مسالة العدوى , وما هي المسافة التي ينتقل فيها الفيروس من شخص الى اخر ؟  قيل قبل اشهر , او شهر ,  ان المسافة التي يستطيع هذا الفيروس ان ينتقل فيها هي متر ونصف المتر تقريبا , اليوم كشفت بعض التقارير انه لا بل يمكن ان ينتقل في مسافة اربعة امتار , التفتوا الى عجز الانسان , 

• امر اخر ألا وهي  اعراض هذا الفيروس , البعض قال هي ارتفاع درجة الحرارة , و وجود سعال عند الانسان , الى غير ذلك من الاعراض , اليوم ظهر ان هذا الفيروس قد يصيب البعض ولكن قد لا تظهر عليه أي اعراض ,
• امر اخر الاصابة ثم الشفاء من هذا المرض , قيل انه يصيب الانسان ثم يشفى فلا يرجع اليه , ثم تبين خطا هذا التصور , بحيث اكتشف ان بعض ممن شفي من هذا المرض قد عاد اليه مرة اخرى , 
    فإذن هذا المرض يظهر عجز الانسان , وضعفه , ظاهرا للعيان , العلمي , والفكري .
3. ذم التكبر :
يترتب على ضعف الانسان , انه ليس اهلا , وليس لائق به أي الانسان  ان يتكبر ,  لان هذا الفيروس سحق كبرياء الانسان , وغروره وعنجهيته  ,
 انظروا ايها الاخوة ,  كيف سحق دول كانت تدعي التقدم والرقي العلمي , وتدعي ما تدعي ,  اليوم تقف عاجزة , بل اذلها , وسحق كبريائها .
    انظروا ايها الاحبة , الى هذا الفايروس ماذا صنع , كيف يعلم الانسان انه عليك ان لا تتكبر , وليس بلائق لك ان تتجبر , بل اللائق بك ان تتواضع , وإنما مالك وعلمك , وقدرتك , لا تساوي , امام فيروس ضعيف , بل لا يرى بالعين المجردة ,
4.    تأكيد العلاقة الانسانية بين افراد الاسرة:
  من الامور التي تعد من فوائد هذا الفيروس , والتي تعد من ان في باطنه نعمة , ورحمة , هو تأكيد العلاقة الانسانية بين افراد الاسرة , اليو كم نجد هناك علاقة حميمة , بين الاب مع ابنائه , بين الزوج مع زوجته , وبين الاقارب , فيما بينهم , بماذا , بسبب هذا الفيروس , الذي سبب حظر التجوال , فكانت هذه النتائج الايجابية , فإذن هو في باطنه نعمة ,
5. الاعانة والتعاون الاقتصادي بين طبقات المجتمع :
التفتوا اخوتي , كيف ان الغني يعاون الفقير , والذي معه شي من المال يعين من ليس معه شيء , والصور هنا كثيرة .
6.  فرصة لترويض وتهذيب النفس :
أي انه فرصة بتغذية النفس بالأخلاق الفاضلة , وتطهيرها من مساوء الاخلاق , والأفعال الرذيلة , التفكر في عظمة الله تبارك وتعالى , وفي قدرته ,  وإذا بما انه جالس فهذه فرصة له , فعليه جعل وقت يختلي فيه بنفسه , فيعالج امراضها , فيتجردا  من الاخلاق الرذيلة , ويتحلى بالأخلاق الفاضلة ,  و الكاملة , فرصة ثمينة هذه الايام ,
7. التغذية الفكرية بالعلم النافع :
فرصة ذهبية  ,جميلة جدا , وهي ان نغذي انفسنا ,  وأفكارنا , بالعلم النافع والفكر الصائب الانسان في هذه الخلوات , وفي حظر التجوال , عليه ان يستغلها في القراءة , من كتب روائية , من مدرسة اهل البيت , يقرأ الحكم , او المواضيع العلمية النافعة ,  يتغذى عقله , وتتغذى نفسه , بالعلم والمعرفة النافعة  , والمفيدة , التي تعود عليه بالخير والصلاح ,  
8. تقليل المعاصي:
وفرصة اخرى , من الاهمية بمكان , ألا وهي , العمل على تقليل المعاصي , ورأيتم كيف ان بعض الاماكن والتي كانت مرتعا للمعاصي , بعضها نعم نقول  بعضها , منها دور السينما , والمسارح , وحفلات الرقص والغناء , الى غيرها من الموبقات , 
   والبعض يخرج مع اصحابه , فيجلسون في قهوة , في كوفي  شوب كما يسمى , فلا يسلم من الغيبة , والكلام الفاحش , والكذب , وهتك اعراض الناس , فهذه الامراض في حقيقتها اليوم قلت بنسبة كبيرة , وما هذا إلا بسبب هذا الفيروس , وحظر التجوال , فكانت بحق فرصة ذهبية , للتقليل من هذه الموبقات , والمعاصي , 
9. التفكر في امور الحياة :
وهي ايضا فرصة في التفكر في امور حياتنا , وإعادة نظامها , ومعرفة اماكن القوة فيها , وفي النظام الاسري , والنظام  الاجتماعي , فأفكر وأعيد الفكر في نظامي الاسري , والاجتماعي , كيف يكون , وإعادة برمجة العلاقات العامة , هل هي قائمة على اسس صحيحة , ام لا ,
      ومن اهمها علاقته مع والديه , مع اولاده , مع زوجته , وإعادة نظامها ان وجد فيه ما يستحق المراجعة , فيؤسس له نظام جيد , خالي منم الاخطاء قدر المستطاع , ومعرفة هذا العمل هل هو صحيح ؟ ومقدار الصحة فيه ؟ 
10. صورة مصغرة عن يوم القيامة : 
لو رجعنا الى القران ونظرنا الى هذه الاية مثلا : (يوم يفر المرء من اخية ،وامه وابيه،وصحبته وبنية)
والى ما نحن فيه من ترك التواصل المباشر من التقبيل , والتصافح , وغيره , بل وصل الامر الى ترك التزاور هربا من العدوى , حتى اعز الناس, وبسبب هذا الفيروس الصفير , وقد اولد قطيعة بيننا وبين اخواننا , بل امنا , وأبينا ,  الله اكبر , ما هذا  الذي يحدث , ثم اكثر , بل يصل الى حد فراره من زوجته , رفيقة دربه , ام اولاده , بل اكثر من ذلك , فتراه يفر من فلذة كبده , ولده , الذي سهرت عليه اياما طوالا , نراك وقد هربت منه , وانت تشعر بالرعب  .
فعلى الانسان ان يعيد حساباته ايها الاحبة , وينظر ويتفكر في عاقبة امره ,
11. اعادة العلاقة مع الله عز وجل :
     قد يحصل للإنسان  شعور الخوف , ونتيجة لهذا الخوف , والعجز من حماية النفس ومن نحب من شر هذا الوباء ,نفكر بالرجوع الى رب السماء المتعال , وقد حدث هذا الخوف , فقد نظم هذا الفيروس علاقتنا القولبة , والعملية , مع الله تعالى , وراجعنا كثيرا من الأمور مثل الصلاة , والصيام , وفي قراة القران , والأدعية , وغيرها , من الصدقات , ومواساة الفقراء , والمحتاجين .
12. العشق والشوق لأهل بيت العصمة عليهم السلام: 
    ترسيخ  الشوق والاشتياق , والعشق لائمة اهل  البيت عليهم السلام , اليوم نرى الملايين تهوى قلوبهم الى زيارة الائمة يلام الله عليهم , وحيث منع المحبون , نرى ان العشق زاد , وزدات العلاقة بيننا وبين المعصومين عليهم السلام , وهذه نعمة في حقيقتها , بل من اعظم النعم  .
13.  النظافة العملية:
   تعليم وتطبيق نظام النظافة العملي , في السابق كنا نقرا الاحادبث التي تحث على النظافة من قبل ( تنظفوا فان الاسلام نظيف ) , ( النظافة من الايمان )  ,  وغيرها من الاحاديث , التي تحث على ذلك , اليوم نحن نطبق هذه الاحاديث تطبيقا عمليا , 
    ونجسده في واقعنا , وفي ابداننا , وفي مطعمنا , وفي مسكننا , بل في كل مفاصل حياتنا , 
14. الاهتمام بدور الطب:   
    التفكر , والاهتمام بدور علم الطب , ودوره في الحياة , وأهميته في سلامة , وسعادة البشرية , كنا غافلين , ونرى اليوم يوجد هناك تركيز اكثر من أي اوقت , على اهمية هذا العلم  , وهو علم الابدان كيف انا نحافظ , بل نهتم , ونشجع على تعلم هذا العلم النافع , المفيد .
15. اهمية الادخار:
   تعلم الادخار وفائدة الاقتصادية , والاجتماعية , فهو مهم كثيرا , اليوم نرى انه عندنا شيء مهم جدا , جديد , بسبب هذا الفيروس , ألا وهو الاهتمام بادخار , وترتيب بعض الامور التي كنا نغفل , او نسرف فيها , فنرى البعض يدخر شي من الاطعمة , شيء من احتياجاته الضرورية , 
    والادخار من الامور المهمة والتي كان ائمة اهل البيت صلوات الله تعالى عليهم اجمعين , حيث كان يروى عن الامام الصادق عليه السلام , كلن يدخر ما ينتفع به لسنة كاملة , على ان لايكون داخلا تحتى محذورا من المحاذير , وإلا هو سلام الله تعالى عليه يعمل بما يتوافق مع معيشة الناس , واليوم نرى ان هذا الشيء صار من الامور المألوفة , في حيتنا الاجتماعية , ونرى اغلب الناس بل اعم الناس لديهم قانون الادخار المالي , والاقتصادي ,  قد فعل 
16. الاهتمام بالزمان :
   يعلمنا ها الفيروس كيفية الاهتمام بالزمان, والمحافظة عليه,  في السابق كنا غي غفلة, بسب الانفتاح المفرط, وبسبب الاختلاط.
اليوم وبهدية من هذا الفيروس , صار عندنا زمن مطالبين بان نهتم فيه , ونعمل فيه بالاعمال الجيدة , النافعة , الصالحة , ولدينا خطوة جديدة , بأنه كيف نحافظ وكيف نهتم , بالزمن .
17. توحيد شعوب الارض :
       نراه قد وحد شعوب الارض , على اختلاف عقائدها , وأفكارها , وانتمائها , وأهواها , على ان تتعاون فيما بينها  , على ايجاد علاج , نافع , رافع لهذا الفيروس , فإذن تجلت الرحمة التي في باطنه , وقد وحد الشعوب , ووحد كلماتهم , ووحد الناس , وهنا ظهر جليا كيف انه يعد نعمة.
18. اهمية الاعلام :
     بيان اهمية , وفائدة الاعلام , ودوره على صحة الانسان , الجسدية , والنفسية , ولاقتصادية , والاجتماعية  , ولذا كيف ان الناس تراقب الاعلام بدقة , وكيف يتحدث عن هذا الفيروس , ونرى كيف ينعكس هذا الاعلام نفسية الانسان سلبا وإيجابا ,  وتأثيره ايضا على اقتصاد العالم برمته .
19. البحث عن منقذ:
   الالتجاء الى منقذ ينجينا , ويعيننا على هذا الوباء , وهذا يتضح من سماعنا لتصريحات كثير من المسئوولين العالميين , بالاتجاء الى الله تعالى والى وسائلة التي شرعها من الصلاة والدعاء والصدقة ...
     فإذن يوجد هناك التجاء الى الله عز وجل , يوجد عندنا اليوم ترسيخ علاقة , والبحث عن علاقة مع المنقذ ,  عجل الله تعالى فرجنا به , و ارواحنا له الفداء , اليوم المسلمون , خصوصا الشيعة ,  التجاءو الى هذا الامام سلام الله تعالى عليه , باعتباره انه المنقذ , 

    وانه المعالج لإمراض الانسان , الجسمية , والنفسية , الفردية منها والمجتمعية , حيث عمل هذا الفيروس على ان يوسع , ويدقق , وأكد , علاقتنا مع هذا الامام  المنقذ ارواحنا له الفداء .   
20. اظهار معادن الناس :
   ايضا من فوائد هذا الفيروس , ايها الاخوة , اظهار معدن الناس , اليوم نحن نرقد كشف بين  معدن الانسان الخير , والشرير , وبين الطالح و الصالح , وبين الانسان النافع وبين المفسد , 
   فقد كسف هل ان هذا الانسان يتمنى الخير للغير ,  او الشر ؟  هل انت تتمنى رفع البلاء عن الناس ؟ وهل تتمنى ان ينكشف هذا الفيروس ؟ هل ان انت تتمنى ان تعين صاحبك ,  ان تعين جارك , وهكذا .
21. عدم الاتكال على الغير :
    من الامور المهمة الجديدة  التي علمنا عليها هذا الفيروس ,  هو المباشرة الانسان مهامة بنفسه وعدم الاتكال على غيره , ان يقوم بها , في السابق عندما تحتاج الى حاجة , او الى امر معين , نراك تتكل على الغير , 
    مثلا تأتي بمن يصلح لك تلك الاداة التي تعطلت , او انكسرت , واليوم نرى ان الانسان , بسبب هذا الحظر ان الانسان قد تحرر من حاجة لغيره , والاتكال على من يعينه فيها , وهذه من الامور المهمة ايضا .
 وصل الله تعالى على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين 

     , ربنا ارفع عنا هذا البلاء و الوباء ببركة مولانا ومقتادانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجنا به 
                           وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
                              ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى, 
                                اللهم صل على محمد واله
                                   الطيبين الطاهرين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143784
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16