• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : موت الاعلامي الذي يذكرنا برائحة الـخبر .
                          • الكاتب : عمار طلال .

موت الاعلامي الذي يذكرنا برائحة الـخبر

باهر وديع يوسف اسم يلفت انتباه موظفي الاعلام المنحلة في وزارة الثقافة الحالية بما كان يشكله لـ (واع) في وزارة الاعلام التي (حوسمها) فراغ السلطة عقب 9 نيسان 2003، فهو سكرتير تحرير الاخبار اليقظ، خافرا، بعد انتهاء اوقات الدوام الرسمي والخافر يقظة اثناء الدوام في الطابقين العاشر والحادي عشر اللذين تشغلهما وكالة الانباء العراقية في مبنى وزارة الاعلام، منذ تأسيسها وحتى انتهاء اللعبة.
لم تنته لعبة الاعلام في مخيلة باهر وهو يديم تواصله مع الناس انيسا من تلقاء دهشته الطفولية في اعداد البرنامج الافضل بين الفضائيات المحلية (اكو فد واحد) من قناة السومرية، لكن لعبة باهر انتهت.. جف النبض في عروقه وتوقف قلبه عن الوجيف، بينما المشاهدون يستجيبون لنكاته:
اكو فد واحد.   
ضاحكين..
مات باهر وديع يوسف وما زالت ضحكات نكاته حية على الشفاه تسعد المحزونين وتمحو الاسى من بين العيون البائسة.. مات مبهورا بحياة يعرف من اين جاءها ولا نعرف الى اين انفلت من دوران الارض في فلك يؤطر الشمس بالموسيقى.. فالشمس تطلق مجموعتها الكوكبية في انساق موسيقية طروب، نسميها المدارات ويسميها باهر سلالم الكون الموسيقية، وهي تسمية استلهمها (كبلر) من باهر قبل ولادته بعشرات السنين، فقد ولد باهرا ومات موتا باهرا.. سبحان الحي القيوم.
فقدت (السومرية) بموت باهر وديع يوسف مدرسة اعلامية مخضرمة، تشربت اصول المهنة وتشبعت بانساقها، منذ كان العمل الاعلامي سائرا على سراط الجدية المستقيم مهنيا وحتى انفلت يسومه كل سائم.
ظل باهر انموذجا نتذكره بحسرة ونبتهج لوجوده بيننا حيا يرزق الذكر الطيب في حياة فانية وينعم بوارف الامان في رحاب الله التي لا (دغش) فيها يعصى على فهم باهر الصريح وضوحا لا يعرف مواربات الناس وخدعهم (المستلوتة) بريئا من اهل الله؛ عاد الى الله، فهو اهله وحسبه نسبا.
نحن.. كلنا زرع الله ونبته الذي لا يدرك أوان قطفه الا الزارع العظيم.. جل وعلا.
لن نحزن بفقد زميل آخيناه في المهنة فعز على المهنيين فراقه.. عز على كل من زامله في أخوة السومرية ان تنفصم عرى المحبة الى غير رجعة سوى اللحاق به خلودا في ابدية الرب ذات الثراء الذي لا يشح على العاصين الخطائين الآثمين، فكيف بالطيعين لارادة الرب سائرين على سداد سبيله طاهرين.
نبقى نتذكر باهرا.. لن ننسى البراءة الاجتماعية التي تحلى بها فطرة لم يشأ تغييرها، والاخلاص مواظبا على العمل والمثابرة في السلوك الذي يأسر الاصدقاء وينقي قلوب الجميع صفاء.
لن ننساك باهر ولسوف نتهجد صلاة في محراب الرب شفاعة مؤمن بمؤمن بين يدي الله.
طاب ذكرك في الدنيا وطاب ثراك في الآخرة.. 
اللهم ارحم باهر قدر ما اسعد من عاشروه وتبسموا لـ (اكو فد واح) اذ قال الرسول الكريم: "من اضحك مؤمنا دخل الجنة" وباهر لم يكتف بالاضحاك مبدعا انما احال الضحك الى فن ابداعي فاق فضائيات كثيرة تربصت به الدواهي وانجاه الله منها ثم اصطفاه اليه بحكمته رحمة.
سيظل كل ركن من زوايا قناة (السومرية) يلهج بذكر باهر وديع يوسف ويظل اصدقاؤه وزملاؤه رهن محبة لن تمحي من القلوب لانه انسان غير قابل للانزياح من القلوب.
باهر مات بفناء جسده لكنه حي بوجدان قناة (السومرية) الفضائية.
ammar.tallal@yahoo.com

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : زينه يوسف ، في 2012/02/20 .

بقدر محبتك للناس وبقدر تعاملك بطيب قلب وبقدر محبتك للخير كما في برنامج اليد البيضاء ومحبتك لنشر الفرحه كما في برنامج اكو فد واحد ادعوا من الله ان يتغمدك بفسيح جناته وستبقى قدوه لنا وشمعه تضيئ درب الاعلام العراقي فقدانك في لمحه بصر ربي يحفظك اولادك ويصبرهم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14345
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15