قبل اسبوع- جهز "حجي فلاح" المرشة واسترق جزءً من الوقت ليشارك بحملة تعفير في المنطقة، رجع سريعاً ليستأنف خياطة كمامات الوقاية، اتصل بي عصراً: لقد تأخرت كثيراً سألتحق الان، إذا امكن ان ترسل احداً لإيصال الكمامات إلى "سيد رعد" ليوزعها مع السلات الغذائية، وداعاً.. لحظة.. لحظة.. كمية جيدة من الأدوية.. والمعقمات ايضا.. إذا امكن ان تتولوا توزيعها على المحتاجين لها .. وانتم مأذونون بالتصرف فهي من مالي الخاص..
اليوم- الساعة الثانية صباحاً أي "بالثنتين بالليل" وصل من طبابة الحشد، استأنف العمل مباشرة، اتصل قبل قليل: انتهيت من خياطة كمية جيدة من الكمامات، إذا امكن أن يأتيني أحد لاخذها للتوزيع.. اريد ان انام قليلا.
"حجي فلاح" معاون طبي في إحدى مستشفيات بغداد تفرغ لطبابة الحشد منذ صدور الفتوى.
في الاربعينية والرجبية هو في طبابة الموكب..
في العشرة الأولى عليه تجهيز ازياء اطفال المخيم في تشابيه العاشر من محرم ..
من سوق الصفارين يجهز "التشابيه" بعدد من السيوف..
مع الطباخين مصلح للطباخات..
من مفارقاته وبعد اجراءه لعملية "فتح قلب" بفترة قصيرة فاجأنا بالالتحاق بالموكب في إحدى المناسبات الدينية.
من الفضل في كل قدر له مغرفة..
اينما تلتفت تجد "حجي فلاح" ..
كان مستاءً لرفض طلبه بالتطوع لدفن ضحايا "كورونا"..
قلت: استرح قليلا يا حاج فعمرك يقترب من الستين..
قال: "يمعود هاي بيها فتاوي من السيد"
يقصد فتوى الجهاد، وفتوى التكافل.
تحرير : عادل الموسوي
|