• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشكلة الآذان .
                          • الكاتب : احمد البوعيون .

مشكلة الآذان

لا أُريد الخوض في مشكلة أصل تشريع الآذان عند الفرق الإسلامية واختلافها حول مبدأ تشريع الآذان للصلاة والطريقة التي جاء بها لأنها تفتح علينا أبواب عديدة لكثير من التشريعات ،والتي ما زالت محل خلاف عند المسلمين، بل يكفينا أننا نقول إن الآذان واحد من التشريعات المستحبة في الشريعة الإسلامية، وهو شعار ونداء ميز المسلمين عن غيرهم في الإعلان عن الصلاة جاء بشعارات أسلامية وأهداف محفزة على الصلاة وعمل الخير والتوحيد لله والعظمة والوحدانية من خلال فقرات الآذان المعروفة عند فرق المسلمين .
 
ومع إن الآذان مستحب وترك المشرع مساحة فراغ لبعض المستحبات كالصلاة على محمد وال محمد (عليهم السلام)، والتحميد لله والتكبير، إلا إن هذا الفراغ له حدوده وهذا النص أيضاً له أحكامه ،لأنه يحوي على آيات قرآنية خاضعة لنفس أحكام القران من مد وإدغام وغيرها من الأحكام، التي يجب الالتزام بها عند القراءة لان الخطأ في القراءة يعطي معناً آخر وهو أيضاً من مبطلات الصلاة أي القراءة الخطأ .
 
وبما إن مساجدنا وحسينياتنا لا تخضع لقانون معين تنظم فيها الشعائر والعبادات والميزانية وشكل العمارة والبناء فيها ،فقد اخذ المؤذن أو القيم على المسجد شهيته لكيفية أداء الآذان وما يقوله فيه وهنا لا اقصد نص الآذان الأصلي المتفق عليه بل مقدمات الآذان وخاتمته من دعاء وتحميد وغيره ،وهذا فيه مثالب وأخطاء كثيرة وما عليك إلا أن تقف أمام أي مسجد أو حسينية حتى تسمع عبارات وأقوال جديدة ليست من القران والسنة النبوية ولا من موروثات علمائنا الأعلام .
 
وأولها قراءة سورة الفاتحة على روح مؤسس الجامع أو شخص معين أو دعاء جديد لم نسمع به أو مقولات غير مفهومة وليست من الأدب العبادي والدعائي عند المسلمين.
 
وما أغاظني في حقيقة الأمر أن مسجد حينا يدعوا بعد الآذان بالصلاة على محمد وال محمد (عليهم السلام)، ويضيف قراءة سورة الفاتحة على روح مؤسس الجامع (م) (واله) أي (آل) مؤسس الجامع وهذه كارثة في الآذان أن نخلق (آل) مؤسس الجامع مقابل (آل) محمد عليهم السلام ،فأين (آل) مؤسس الجامع الذين يجلسون في ركن الشارع وهم يرتدون (الجينز والبدي) ولا يؤدون الصلاة من (آل) محمد (عليهم السلام) .
 
وهنا لا أريد أن أكون متطرفاً كالتيار السلفي الوهابي الذي لا يضيف أي حرف مستحب على نص الآذان الأصلي ولا أريد أن أكون كمؤذن جامعنا الذي يخلق شيئا جديدا، بل يجب أن يهذب الآذان، ويخضع المؤذن لدورة في التلاوة والأحكام واللغة وبشكل مبسط ، أو على شكل تعليم لغير المتعلمين ولو على شكل حفظ عن ظهر قلب، ويجب العمل على توحيد الآذان، وتنظيفه من العبارات الزائدة والفارغة من المحتوى والمضمون، والعمل على توحيد أوقات الآذان، وكذلك مستوى الصوت في مكبرات الصوت الخارجية ، فمن غير المعقول أن يكون صوت مكبرات الصوت يصل إلى مسافة 1 كيلو متر وفي المدينة والحي الواحد عشرات المساجد والحسينيات ملاصقة لبعضها البعض ،وفي الحي الواحد وهم جيران المسجد أو الحسينية من هو طالب مهموم بالدراسة وطفل يريد أن ينام ومريض بالقلب ومسيحيين وصابئين وملحدين .
 
وهذه المهمة يتكفل بها ديوان الوقف الشيعي والسني على السواء من خلال حمله ثقافية وتوعية من خلال وسائل الأعلام لسن قانون ينظم هذه الحالة .
 
أما شكل المساجد والحسينيات العمراني  والهندسي فلا أريد الكلام فيه لأنه فضيحة من الناحية الصحية والهندسية .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15