3 دقائق، معدل الوقت الضائع (البديل) لكل شوط من مباريات كرة القدم.
تأخيرٌ هنا، خطأ هناك، تبديلٌ ، أو جزاء .. ثواني تُجمع ولحظات تُراكم، تُحتسب بدقة لتكون للفريق الخاسر فرصة اضافية لعلَّه يبلغ ما لم يبلغه في 90 دقيقة، وكثيراً ما تجدها كذلك.
ويعرف محب الكرة، أن قمة اثارتها حين يسجل فريقك هدف الفوز في الدقيقة (5+90) من عمرها.
ولكن، تأملتُ.. اذا احتسب الحكم الرابع ما يضيع من عمر الشوط، من يحسب الوقت الضائع من كل الحياة؟!
وما اكثرها؟!
تلك الدقائق او الساعات المهدورة.. (انتظارٌ) هنا، (گعدة) هناك .. (صفنةٌ) عبثية هنا او (انشغال) بحدثٍ هناك، .. تلك الدقائق التي قضيناها بين (اليقظة) و (النهوض)، اليقظة من النوم والنهوض من الفراش! تلك اللحظات التي اقفَلنا اعيننا على صفحة الهاتف، ننتظر انتهاء تحميل المقطع، او المتصفح تحميل موقع النت! و تنتظر تحميل المقطع في الهاتف..
كنت افكّر، لو كان بالامكان ان تُجمع تلك الازمنة كلِّها.. ثم تعطى عُمراً (بدل الضائع) للانسان، كم كانت ستطول اعمارنا؟! وكم كنا سنستثمرها في تعويض ما فات من حياتنا؟ كم ستكون حاسمة لنا؟! ولكنه حُلمٌ مخملي لا اكثر.
حقاً.. ان احد الفروق الهامة بين العظماء وغيرهم، قلّة الوقت الضائع عندهم، فانهم يستغلون اوقاتهم (ابشع) استغلال!، و يُصبحوا بُخلاءً على اوقاتهم كبخل البعض على درهمم ودينارهم.
نعم،كما لا يخلو شوطٌ من بعض الوقت الضائع، كذلك لا تخلو حياة من وقتٍ تالف.. فتلك سٌنة الحياة، ولكن التحدي الحقيقي هو في استغلال الباقي منه بصورة اكمل.
|