رغم صغر  عمره يعرف  أهمية السدود  لمدينته وناسة  من الاعاصير  ولطمات الامواج .. والناس في مدينته يخشون  الفيضانات وهمهم الوحيد صيانة جدران السدود  لتبقى قوية  وسليمة  ... فاي  تسرب بسيط من الماء  لابد ان يوقف في الحال ... 

وهذا الصغير يقف كل صباح  على سفح  السد وهو يشعر بالزهو ويصيح انا أبن  حارس السد ..

ذهب يوما  مع طلاب  صفه  الى زيارة  احدى حدائق  النزهة  وعاد بعد  خفوت  ضوء النهار  وهو يسير بجانب  السد سمع  نضح ماء ... تنصت جيدا  فرأى قطرات  من الماء  ... هو يعرف  انها سرعان ما تكبر  ـ ليهدر البحر بعدها  على الأرض  ويكتسح  امامه كل شيء .. من الممكن ان تصبح هذه القطرات  طوفان هائل  بحث عمن يستنجد به .. لاأحد  فكر في الذهاب  الى القرية  لكنه رأى  القطرات بدأت تزيد  فظهر ت ثغرة  صغيرة  .. وسرعان ما وضع اصبعه  فيها  فتوقف الماء  .. لذلك قرر  ان يغلقها باصبعه الى حين يعثر  عليه احد ويهب لنجدته ..  لفترة احس الصبي  بالسعادة  وبالبطولة  سره ان يتصور  بان هذه الناس  تنام الآن بامان بسببه  وسره ان يقال ان  أبن حارس السد  اوقف البحر ... وفكر سيبحث الناس عنه  حتما ... بعد مرور نصف ساعة بدأ يقلق  لم يمر به احد  وقد لايمر احد بعد ساعات  طويلة  .. وعندما هبط الليل   أخذ يصرخ  النجدة ـ النجدة ـ الحقوا السد ولا من مجيب ... وبدأ الجو يبرد  وراح يفكر في البيت وفي المدرسة وفي اصدقائه وفكر لحظتها في كل شيء ما عدا ان يرفع اصبعه  من السد  بدا يرتعش  وتصطك اسنانه  ـ لقد جرح  اصبعه .... وراحت يده  تؤلمه  وذراعه  أخذت  تخذله  وأحس بالخدر الشديد فثبت قدميه في الارض  ومسح على الذراع المتجمدة بالاخرى  ليبقى الدم جاريا ..  وحين شعر بالدوار  صلب ساقيه الضعيفتين  وظل منتصبا  محتفظا باصبعه  في ثقب السد ... عثر اهل القرية  على الصبي .. رفعوه من الأرض  وحرروا  اصبعه  من ثقب السد   فسدوه في الحال  .. انقذ هذا الصبي  الصغير  مدينته واهله وناسه بتضحيته فاصبح يشكل جزءا  من تأريخ أمته  .. هذا الصبي الذي اوقف البحر