أفاد مصدر مطلع، الثلاثاء، ان رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، هدد بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة لعدة أسباب بينها إملاءات الكتل السياسية وضيق الوقت، وتلقيه لتحذيرات بعدم التصويت على منحه الثقة في البرلمان.
وذكر المصدر المقرب من علاوي، في تصريحات صحفية لوسائل إعلام عربية، ، اليوم 11 شباط 2020، ان “رئيس الوزراء المكلف لوح لأطراف سياسية عدة بأنه على استعداد لأخذ أول طائرة متجهة إلى بيروت، في إشارة إلى اعتذاره عن التكليف إذا استمرت عملية الابتزاز والإملاءات الحالية عليه”، مبينا ان “القوى الشيعية، أبلغت رئيس الوزراء المكلف، بأنها ستتنازل عن وزاراتها في الحكومة الجديدة، مقابل تنازل القوى السياسية السنية والكردية عن وزاراتها أيضا”.
وأوضح المصدر أن “علاوي يحاول منذ أيام إقناع القوى السياسية بالتنازل عن الوزارات لمصلحته، من أجل أن يختار وزراء جددا مستقلين بعيدين عن الكتل والأحزاب، كما وعد الشعب العراقي في أول خطاب له عقب تكليفه، لكن بعض القوى السياسية مصرة على الاحتفاظ بوزاراتها الحالية في الحكومة الجديدة المرتقبة”.
وتابع أن “علاوي، يعمل أيضا على ترطيب الجو مع الصدريين بسبب امتعاضهم من لقاءاته مع المتظاهرين أخيرا، وهو الأمر الذي أزعج الصدر نفسه، ودفعه إلى إرسال إشارات إلى علاوي بأن الدعم له لن يكون مفتوحا إلى النهاية”.
وأكد المصدر أن “علاوي، لغاية الآن، لم يتمكن من الحصول على دعم أغلبية برلمانية، تمنحه الثقة في مجلس النواب، والحصول على هذا الدعم يتوقف على إعطاء القوى السياسية ما تريده من وزارات ومناصب في الدرجات الخاصة الأخرى، وخلاف ذلك، فتلك الكتل لن تصوت له، وستُسقطه”.
وأشار إلى أن “علاوي لوح بأمور عدة، من بينها توجيه خطاب يكشف فيه للعراقيين الكتل التي تبتزه بالتصويت له في البرلمان مقابل مناصب وامتيازات بحكومته، ومن تلك التي ترفض التخلي عن المحاصصة وطرح أيضا خيار الاعتذار عن تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، إذا أصرت القوى السياسية على فرض إرادتها عليه مقابل التصويت له”.
كما كشف أن “الصدر أوصل إلى علاوي رسالة، بأنه سيكون ضده، في حال القبول بأي مرشح حزبي أو مدعوم من أي جهة سياسية، وسيزيد من الضغط الجماهيري عليه من قبل أنصاره”.
وكان رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، قد ألمح في وقت سابق، بالتنحي في حال استمرار العنف ضد المتظاهرين، وقال في كلمة إن “الممارسات هذه تضعنا في زاوية حرجة، لا يمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب”.
وبحسب مصادر فان “علاوي، تعرض مؤخرا لتهديد مباشر من قبل التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، على لسان المستشار الأمني للأخير، كاظم العيساوي، بعدم التصويت له وإسقاط حكومته في غضون ثلاثة أيام في حال ترشيحه شخصيات للمناصب الوزارية من داخل الكتل السياسية والحزبية، إضافة إلى تلويح كتل أخرى بأنها لن تصوت للحكومة إذا رضخ علاوي لإملاءات القوى السياسية السنية والكردية، بشأن حصصها”.
|