• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الديمقراطية الرقمية ( في العراق ) .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الديمقراطية الرقمية ( في العراق )

ونقصد بها رأي الأكثرية على منصّات التواصل الاجتماعي في العراق - فيس بوك ، تويتر - انستگرام - تطبيقات اخرى - ، وهي ديمقراطية باتت مهمة ومؤثرة في الواقع السياسي والاجتماعي العراقي وتستطيع ان تغيّر الكثير من المعادلات وتحرّف مسار الكثير من المخططات التي تضعها وترسمها الديمقراطية الرسمية والتي تُمارس بين عدّة سنوات عن طريق صناديق الاقتراع ..

وما يميّز هذه الديمقراطية الرقمية بحيث أضحت بهذه الفعالية هو :

أولاً / أنها تستخدم أحدث التقنيات وأكثرها رواجاً وإنتشاراً ووصولاً واستعمالاً من قبل الإنسان المعاصر ، موجودة في حيازة الشخص وفي منزله وعمله وكافة سكناته وتحركاته ، كالكومبيوتر والموبايل ..

ثانياً / أنَّ هذه الديمقراطية متفاعلة وحاضرة دائماً وبقوة وبشكل يومي بل آني في كل حدث يحصل هنا أو هناك ، صغيراً كان أم كبيرا ، مهمّاً أو ليس بمهم ، وستجد إحصائية المواقف واستفتاء الآراء اتجاه هذا الحدث جاهزة أمامك دائما ..

ثالثاً / كونها بيد الشباب ، هذه الشريحة المعروفة بحماسها وطموحها ، بالإضافة الى قدرتها الفائقة في إدارة واستثمار عالمها الافتراضي هذا ، مما زاد من فاعليتها وتأثيرها بشكل كبير جدا ..

وغيرها من المميزات .. إلّا أنها كذلك مملوءة بالمؤاخذات والتي لا تخفى على الكثير ، ومنها أنها سهلة التسخير من قبل نوايا وأيادي خبيثة او تافهة ، قابلة للكذب والتزوير بسرعة ، منفّرة في الغالب لأصحاب العقول والرأي الصائب والتصرف الصحيح ، تجمع المتضادات والمتقابلات في فضاء واحد جمعاً غالباً ما يكون مقززا .. الخ .. وفي كلمة مختصرة أنها باتت مسرحاً غير مهنياً لكافة الاختصاصات ، فلا اعلامها مهني ولا أفكارها المطروحة ولا جدلها ومناظراتها .. الا ماندر لكي لا نبخس حق البعض ..

هذه الجمهورية الافتراضية ( العراقية ) التقنية الشبابية ينبغي ان تدخل في حسابات ساسة العراق الجديد ومثقفيه ، لأنها أثبتت كفاءتها في تحرّيك الشارع بسهولة وأنها تستطيع أن تشكل ضغطاً رهيباً باتجاه بعض المطالب والإرادات الجماهيرية ، مُراقبِة جيدة للدولة وهي لإجرائاتها المتخذة بالمرصاد ، فلا بد من تواجد جمهور المثقفين والمهنيين وأصحاب الرأي وذوي الفكر والقدرة على التصويب على شاشات هذه المنصات ليكونوا معادلاً موضوعياً للسلبيات ومعززين للإيجابيات ، أصبح هذا الأمر واقع حال وفرضته علينا طبيعة تطور العصر الذي نعيش فيه ، فالهروب منه ليس حلاً أبدا .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141318
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15