• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرجعية الدينية العليا : نحتاج إلى الحاكم الصادق والمسؤول الصادق في التزاماته ووعوده – صادقاً في تكليفه برعاية الشعب وحقوقه .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

المرجعية الدينية العليا : نحتاج إلى الحاكم الصادق والمسؤول الصادق في التزاماته ووعوده – صادقاً في تكليفه برعاية الشعب وحقوقه

في الوقت الحاضر ومن أجل إصلاح أنفسنا ووطننا وتغيير واقعنا - نحتاج إلى الحاكم الصادق والمسؤول الصادق في التزاماته ووعوده – صادقاً في تكليفه برعاية الشعب وحقوقه :
المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ :- تؤكدّ على ضرورة مُراعاة الالتزام بفضيلة الصدق الاجتماعي والأخلاقي والفكري والثقافي والعملي والنقلي والوظيفي والعبادي والاقتصادي – لِما لذلك من دور كبير في تطوّر المجتمع واستقراره بخلاف رذيلة الكذب وآثارها الخطيرة.

:1: يًعتبر الصدق في مقدّمة الفضائل النفسانية والأخلاقيّة الرفيعة ، فهو زينة اللسان والكلام ومبعث الصلاح والاستقامة – وله تأثير كبير في الرقي الحضاري ، وسبيل للنجاة في الدنيا والآخرة.

:2: إنَّ فضيلة الصدق هي محلّ اهتمام واعتناء وتمجيد وعمل الحكماء والعقلاء – وإذا تأمّّلنا في بعض الأحاديث الشريفة التي بيّنت منزلة الصدق وفضيلته نجد أنَّها تجعله معياراً في اختبار وعي الإنسان المسلم في فهم جوهر وحقيقة الإسلام.

:3: وكذلك يعتبر الصدق معياراً لمعرفة الإيمان في داخل وباطن الإنسان والالتزام بجميع مناهج الإسلام – وعن الإمام الصادق ، عليه السلام:

(َلَا تَغْتَرُّوا بِصَلَاتِهِمْ ولَا بِصِيَامِهِمْ - فَإِنَّ الرَّجُلَ رُبَّمَا لَهِجَ بِالصَّلَاةِ والصَّوْمِ حَتَّى لَوْ تَرَكَه اسْتَوْحَشَ - ولَكِنِ اخْتَبِرُوهُمْ عِنْدَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وأَدَاءِ الأَمَانَة)
: الكافي ، الكليني ، ج2 ، ص 104:

:4: ورغم أهمّية الصلاة والصوم ، إلّا أنَّهما لا يُقارنان بصدق الحديث وأداء الأمانة في الكشف عن مدى تطابق الإيمان مع العمل والاعتقاد والالتزام والمواثيق في المجتمع.

:5: وهنا إذا أردنا أن نختبر أنفسنّا – هل نحن صادقون في إيماننا وواعون في فَهم جوهر الإسلام ؟ فعلينا أن نصدقَ الحديثَ ونؤدّي الأمانةَ .

فالصدق في تعريف العلماء بمعناه الأوسع والأدق يشمل التطابق والتوافق بين الكلام والواقع ، ويشمل حتى الفكر والمعتقد والعمل والنيّة والعزيمة والأخلاق – فقد يكون الإنسان صادقاً في لسانه وعمله وقد لا يكون – وقد يكون صادقاً في ظاهره ولكنّه غير صادق في نيّته وعزمه.

( بعض الآثار الاجتماعيّة والفكريّة والثقافيّة والعباديّة لأهمّية فضيلة الصدق):

:أوّلاً: إنَّ الصدق يُعزّز الثقةَ بين الناس في علاقاتهم الاجتماعيّة ومعاملاتهم الاقتصاديّة – فصدق الإنسان في حديثه وإخباره يجعل المجتمع متماسكاً ومتعاوناً ومستقرّاً ومستقيما.

:ثانياً : حتى ننجح في حياتنا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة نحتاج للالتزام بفضيلة الصدق – وفضيلة الصدق مهمّة وضروريّة عند الفرد المُتديّن وغير المُتديّن وعند المجتمع المُتديّن وغير المُتديّن – ولا يمكن تنظيم أمور المجتمع إلّا من خلال الصدق في العمل ونقل الوقائع والحقائق التاريخية وغيرها.

:ثالثاً : من خلال الصدق يحصل لدينا الاطمئنان بشهادات الآخرين ، ونكتسب محبّتهم وتقديرهم وتكريمهم اجتماعيّاً – وكذلك في المجال العبادي مع الله تعالى ، فالصادق معه يكسب محبته سبحانه ، ويحصل على طاقة روحيّة ترفعه.

:رابعاً : في وقتنا الحاضر نحتاج إلى إعلام صادق في نقله وتحليل صادق وكاتب ومؤرخ صادق في نقل التاريخ ووقائعه والعقائد – ونحتاج لطبيب صادق ومهندس صادق ومعلّم صادق في تعليمه – نحتاج للصدق في كلّ مجالات الحياة.

:: وأمّا بالنسبة لرذيلة الكذب فهي من العيوب النفسيّة الذميمة والقبائح الأخلاقيّة ، والكذب هو مصدر الآثام والشرور في المجتمع – وفي إحصاء أجري في إحدى الزيارات كشفَ عن أنَّ الغيبة والكذب هما الأكثر انتشاراً في المجتمع .
وعن الإمام الحسن العسكري، عليه السلام، أنّه قال : (جُعِلَت الخبائث في
بيتٍ وجُعِل مفتاحه الكذب): بحار الأنوار، المجلسي،ج 69،ص 263:

ويشمل الكذب ما يحصل في النقل للأخبار والوقائع وفي العمل والعقائد والأفكار – والكذب هو سبب خراب البيوت وتفكّك الأسر وعدم استقرار المجتمع.

وهو يجرّ إلى النفاق في صغيره وكبيره – في المزاح والجد – وورد عن الإمام السجّاد ، عليه السلام:( اتقوا الكذبَ ، الصغيرَ منه والكبيرَ في كلّ جدٍ وهزلٍ فإنّ الرجلَ إذا كذبَ في الصغير اجترأ على الكبير)
:روضة المتقين ، المجلسي الأوّل ،ج12، ص 106:

إذن لابُدّ لنا من أن نراجع أنفسنَا لمعرفة مدى التزامنا بالصدق وتجنّب الكذبِ ،والذي تحوّل إلى ظاهرة اجتماعيّة لها آثارها الخطيرة في المجتمع.

: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، الواحد والعشرون من جمادى الأولى 1441 هجري – السابع عشر من كانون الثاني 2020م - عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140902
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15