• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العِراقُ مُختَرَقٌ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

العِراقُ مُختَرَقٌ!

   ١/ قبل العُدوان الأَميركي الغادر بالقربِ من مطار بغداد الدَّولي والذي أَفضى إِلى إِستشهاد [عددٍ من أَبطال معارك الإِنتصار على الإِرهابيِّين الدَّواعش] على حدِّ قَول خطاب المرجع الأَعلى الأَخير، قبل ذلكَ بـ [٢٤] ساعة فقط سمِعنا القائِد العام للقوَّات المُسلَّحة يقول ويُؤَكِّد بأَنَّهُ أَصدر أَوامِرهُ المُشدَّدة والصَّارمة للقيادةِ العامَّة بمنعِ تحليقِ أَيِّ طيرانٍ وبكلِّ أَشكالهِ في سماء العِراق قبل أَن يأخذَ إِذناً خاصاً من القائد العام، وذلك في معرضِ شجبهِ واستنكارهِ [شديد اللَّهجة] للهجمات الجويَّة الأَميركيَّة على عددٍ من مقار قوَّاتنا المُسلَّحة واستشهاد وجرحِ العشراتِ من المُرابطين الأَبطال على الحدود.
   السُّؤَال؛ فكيف إِذن حلَّقت الطَّائرات الأَميركيَّة المُسيَّرة لتنفِّذ جريمتها الأَخيرة؟!.
   إِذا قُلنا أَنَّها حلَّقت بعد إِذن من القيادة العامَّة فتلكَ مُصيبةٌ [وطنيَّةٌ] عظيمةٌ.
   وإِذا قُلنا أَنَّها حلَّقت من دونِ إِذنٍ فالمصيبةُ أَعظمُ، فذلكَ بمثابة التَّجاوز الصَّارخ والخطير على سِيادة الدَّولة وقرارها السِّيادي والوطني.
   فضلاً عن أَنَّها تجاوزٌ فاضحٌ وانتهاكٌ للمواثيق الدَّوليَّة.
   لذلك ينبغي على الدَّولة أَن؛
   أ/ تفتح تحقيقاً عاجلاً، شاملاً وشفَّافاً، للوقوفِ على مُلابساتِ ما جرى للوصولِ إِلى الحقيقة الدَّامغة، فالجريمةُ لا يجوزُ أَبداً أَن نمُرَّ عليها مرور الكِرام، أَو أَن نذرفَ عليها دموعاً بلا طائل، أَو أَن ننتظرَ مَن سينتقم لسيادتِنا وكبريائنا، فالقضيَّةُ تتعلَّق بالعراق الذي ارتُكِبَت الجريمةُ على أَراضيه، ولابُدَّ مِن أَن يأخُذ زِمام المُبادرة من دونِ أَن يدعَ أَحداً يُؤَثِّر على قرارهِ السِّيادي الوطني.
   فهل سيفعلُ ذلك؟!.
   أَو هل أَنَّهُ قادرٌ على فعلِ ذلك؟!.
   ب/ أَن يُعيد النَّظر فوراً بكلِّ أُصول وقواعد علاقاتهِ الأَمنيَّة والعسكريَّة مع الآخرين سواء من الدُّول الإِقليميَّة أَو الدَّوليَّة، من جهةٍ، ويُعيد النَّظر في منظومتهِ الأَمنيَّة والعسكريَّة من جهةٍ أُخرى.
   العِراقُ مُخترَقٌ كُلَّهُ!
   ٢/ سيظلُّ العراق في مهبِّ الرِّيح تختطفُ قراراته السياديَّة أَو يؤَثِّر عليها السِّلاح المُنفلت الخارج عن سُلطة الدَّولة تارةً، والنُّظم الأَمنيَّة الهشَّة والقواعد الهُلاميَّة والزِّئبقيَّة غَير الواضحة والصَّارمة بينهُ وبين القِوى الخارجيَّة الدَّوليَّة والإِقليميَّة التي احتاجَ لمُساعدتِها في فترةٍ من الفَترات عندما كانَ يُقاتلُ ضدَّ الإِرهاب، تارةً أُخرى.
   لقد دعا المرجعُ الأَعلى مرَّات وكرَّات إِلى بناءِ قُوَّاتٍ أَمنيَّةٍ وعسكريَّةٍ يكونُ ولاءَها للوطن فمثلِ هذه الوصفة الوطنيَّة هي الوحيدة التي ستُساعد بشَكلٍ مباشرٍ في بناء دولة المُواطنة.
   ٣/ يومان هزَّا العراق كانَ كافياً لتطفُو على السَّطح أَسماء ومُسمَّيات وعناوين [مُسلَّحة] خارجة عن سُلطة الدَّولة ظلَّت مُتستِّرة ومُستتِرة طوال المدَّة المُنصرِمة.
   شيءٌ مُحزِنٌ ومُرعبٌ ومُخيفٌ ومُعيبٌ أَن يكونَ في البلاد كلَّ هذهِ العناوين، ثمَّ نتحدَّث عن الدَّولة ومُؤَسَّساتِها!.
   مفهُومان لا يجتمعان أَبداً مهما امتدَّ بهِما الزَّمن وهُما كالخَطَّين المُتوازِيَين؛ مفهومُ الميليشيات ومفهُوم الدَّولة.
   ولذلك دعا المرجعُ الأَعلى، وأَعاد الكرَّة مرَّات عديدة، لضبط السِّلاح بيد الدَّولة حصراً، منذُ أَن أَصدرَ فتوى الجهاد الكفائي التي دعا فيها العراقيِّين لـ [التطوُّع] في القوَّات الأَمنيَّة ومؤَسَّسات الدَّولة الدستوريَّة والقانونيَّة حصراً، وإِلى يومنا هذا.
   ٤/ عندما دعا الخِطابُ المرجعي الأَخير [الأَطراف المعنيَّة إِلى ضبط النَّفس والتصرُّف بحكمةٍ في ظلِّ الظُّروف الخطيرة الحاليَّة] إِنَّما لتجنيبِ البلادِ من مخاطر الحرب والإِقتتال الدَّاخلي الذي حذَّر منهُ أَكثر من مرَّة، ولا يتحقَّق ذلكَ إِذا لم تأخذ الدَّولة زِمام الأُمور بيدِها وتضرب بيدٍ من حديدٍ على رأسِ كلِّ مَن يُحاول أَن يتصرَّف بشكلٍ إِرتجاليٍّ مُنفرد أَو يسعى إِلى التَّصعيد للتصيُّد بمثلِ هذهِ الظُّروف لكسبِ المزيد من السُّلطة والنُّفوذ والمال.
   إِحذرُوا التصرُّف بالعواطف وابتعدُوا عن العنتريَّات وانتبهُوا ولا تتهوَّروا فتكونُوا حطباً لنيرانِ غيرِكُم، فرُبَّ حرفٍ في غيرِ محلِّهِ يجلب لصاحبهِ حسرةً وندامةً طويلة!.
   ٥/ كما أَنَّ الأَزمة كشفت عن حجمِ الشِّقاق والنِّفاق الذي توطَّنَ في النُّفوس! والتشتُّت المُجتمعي والسُّقوط الأَخلاقي.
   تابع وسائل التَّواصُل لتستوعبَ ما أَقصد!.
   ٦/ أَما هُنا في الولايات المُتَّحدة، فالعُدوان والجريمة بمثابةِ الحرب بَين الحزبَين، إِستعداداً لخَوض الإِنتخابات الرِّئاسيَّة المُقبلة نِهاية هذا العام.
   لا أَحدَ مُهتمُّ بسيادة العراق، ولا أَحدَ يضعُ في حساباتِهِ وهو يخوضُ هذهِ الحربِ مصلحة العِراق.
   تأَكَّدوا واطمئنُّوا!.   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140576
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16