• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نبوءة .
                          • الكاتب : نعمه العبادي .

نبوءة

سألني احد الاخوة معربا عن قلقه عما يجري في واقعنا العراقي ومصير الامور، وهو سؤال يتكرر واتلقاه يومياً، كيف ترى مسيرة الاوضاع وافاق المستقبل؟
فقلت: سوف اجيبك بعيدا عن لغة التحليل السياسي والاستشراف ومضاربة السيناريوهات، وهذه الاجابة معتمدة على اعتقاد داخلي يشابه دين العجائز في رسوخه، ولا تسألني عن التفاصيل، فأنت بالخيار ان تؤمن او لا تؤمن.
هذا البلد (اي العراق) يحوي خصوصيات واسرار خلقية تتصل بشكل جوهري باهم مقاصد التدبير الكوني، ولخالق هذا الوجود جل وعلا  اغراضاً ومقاصد عالية يجريها عبر وجود هذا البلد، لذلك هو في اول قائمة اجندته، ومع ذلك اباح لمن تصرف به مساحة من الحرية بناء على سنن كونية امضاها وكتبها على نفسه، لتكون دالة لمسار عمل الخلق ولم يشاء استثنائها في كل لحظة، فخيل لهؤلاء العابثين ب (عراق الله) انهم مالكون له، ومتاح لهم ما يفعلونه به، يعبثون به كيف ومتى يشاؤون، الامر الذي اوحى للكثير منهم في مراحل مختلفة من عمر هذا البلد، انه على وشك الهلاك والاندثار، ثم يأت أمر الله فيقطع دابر القوم، ويحفظ عراقه لاجل بلوغ مقاصده العليا، ومن منطلق هذه الحقيقة فإني اجد ان الله سبحانه وتعالى يسمح بناء على سننه لمضي الامور بعض الوقت، ولكنه لم ولن يترك امره لاحد، وسوف يوقف سير هذا الانزلاق في اللحظة المناسبة ليستأنف عراق الله دورة زمان جديدة وهكذا يستمر هذا الدوران لحين بلوغ خاتمة المطاف التي يتجلى فيه كمال الارادة الربانية المتعلقة بما يراد من ولهذا العراق..
اكرر ان هذا ارتكاز شخصي لدي ما يؤيده ولكن لا ارغب بالخوض فيه على منهج الاستدلال العلمي، فلمن يثق به يؤمن به كما هو، ولمن يرفضه او يشكك فيه فله ذلك ايضاً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140127
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16