1: إنَّ الإنسانَ لن يكتسبَ الوعيَ اللازمَ في هذه الحياة بالسلوك اللائق بها والمُناسب معها ، إلّا بالالتفات إلى قِصرِها وزوالِها ، واستحضاره للأمد الخالد مِن بعدها المُترَتِّب على ما يعمله فيها .
:2: هذه الحياة الدنيا بالنسبة إلى الإنسان هي جزءٌ مِن وجودٍ دائمٍ ومَشهَدٍ خالدٍ ، وهو فيها مع ذلك جزءٌ ضئيل وشيء قليل ، ومَن استغرقَ في جزءٍ مِن مَشهَدٍ ولم يستحضر الباقي منه قَصرَ عقلُه عن إدراك المُقتضيات الحكيمة وجَمدَ قلبُه عن الإيفاء تجاهه عن الرعاية اللازمة .
:3: ألا وأنَّ المؤمنَ يعيش في هذه الحياة بجسده ، ويعيش في الآخرة بعقله وبقلبه ، وهو لا يزال يتأمّل انقضاءَ هذه الحياة وغرورها ومظاهر بنائها وزوالها ، وقِصَرَ مُدّتها بالقياس لما بعدها ، ويستحضر لحظةَ تركه لها وعبوره منها ، ليفد على حياة أخرى لم يَعلَم أخبارَها ، ولم يسبر أغوارَها .
:4: إنَّ ممّا يُعين المرء على ذلك أن يجعلَ موتَه نصبَ عينيه ، ويذكره في آناء ليله ونهاره ،ويستشعر دائماً أنَّه قاصداً إيّاه وسائراً إليه .
:5: لقد كان أهلُ الصلاحِ مِن الماضين يواظبون على زيارة قبور أقربائهم وغيرهم ، من العلماء والمؤمنين في وادي السلام في الأسبوع مرّة على الأقل ، ليستنطقوا صمتَ هذه القبور عن أخبارِ مَن سَبقَ ، كيف كانوا ، وأين حلّوا ، وعلى ماذا قَدِموا ؟
:تَذْكِرَةٌ قيِّمَةٌ ٌ ألقاها علينا سماحةُ السيِّد الأُستاذ الفاضل مُحَمَّد باقر السيستاني ، دامت توفيقاته :
: اليوم ، الأربعاء – 14 ربيع الآخر - 1441 هجري - 11 - 12- 2019م.
: تدوين – مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف :
|