أتيتك هارباً

أتيتك هارباً من شرّ نفسي

ومن شرّ الزمان المستزيد ِ

فمالي غير كفّك من ملاذٍ

ومالي غير حبّك من حدود ِ

حياتي فيك ما بقيت وتبقى

وباقي العالمين إلى رقود ِ

لئن جافيتني فأنا تعيسٌ

وفوق التعس لي خطو الطريد ِ

وإن أحببتني فأنا مضيءٌ

وفوق الضوء لي صفة الخلود ِ

ودادك نعمتي وهواك طهري

وقربك غايتي ولقاك عيدي

إذا ما حزت عفوك لا أبالي

بما في النفس من جرم ٍ عديد ِ

وأبعد أنت عن وصفي وقولي

وأقرب أنت من حبل الوريد ِ

رضاك رضاك ولتذهب حياتي

ويذهب بعدها كلّ الوجود ِ

فأنت الباعث الأزليّ نفسي

إلى لقياك في الأبد الأبيد ِ