بات معلوما ً ومع كل أزمة تضرب البلاد ويكون سببها المُباشر كما في كل مرة (السياسي الفاسد) ومنذ ستة عشر سنة, يخرج علينا وينشط مُدّعي العلم والفقاهة مِن شُذاذ الآفاق, ممن يُعانون مِن عُقدة النقص على مستوى الفكري والبدني, فيقوم بتحريف وحرف مسار البوصلة الموجهة الى إنتقاد (السياسي الفاسد) والقصاص منه, ويتم توجيهها إلى المرجعية الدينية العليا لا غيرها. وبطبيعة الحال أن هؤلاء (البوار) لا تباع بضاعتهم وتصرف إلا على المُغرر بهم والجهلة فقط, ولا ننسى ذوي الأغراض الخاصة والمُبيتة الذين لا يُريدون خيرا للعراق ولأهله.
ـ أن الجواب الشافي لهؤلاء (العوجان) وخصوصا ً للذي يدّعي العلم والفقاهة الذي أنتقد المرجعية الدينية العليا جهارا ً نهارا ً وبلا حريجة دين أو خُلق عبر شاشة إحدى الفضائيات المُتهمة بنفث سموم الطائفية والتفرقة وإشاعة التمرد والقتل وإباحة المحرمات بين مكونات الشعب العراقي بأنها:
1ـ لم تكن راعية للشعب
2ـ لم يكن صوتها مسموع في القضايا المهمة
3ـ لم يكن تصريحاتها مهمة وينتظرها الشعب من جمعة الى جمعة
4ـ لم تكن خطب الجمعة مفهومة لإحتوائها أشياء مُبطنة
5ـ وبالتالي فلإن المتظاهرين والموجودين في ساحات الإعتصام لا يفقهون جيدا ً من خطب الجمعة.
ـ الجواب يكمن بكل بساطة في إحدى إجابات المرجعية الدينية العليا على أحد أسئلة (صحيفة لوس أنجلوس تايمز) المقدمة الى مكتبها في عام 2003م, والسؤال هو:
ـ(هل هنالك أشخاص يدّعون تمثيلهم الحوزة العلمية الناطقة ؟ ومن هم هؤلاء؟ وهل هم من الطوائف الأخرى؟ من خارج العراق؟).
ـ فكان الجواب:
ـ(الحوزة العلمية ممثلة بمراجعها العظام تنطق أو تصمت وفق مقتضيات المصلحة الدينية، ولا نعرف معظم المشار إليهم في السؤال ولا خططهم ولا أهدافهم ولا مصادر دعمهم في الداخل والخارج).
ـ واما عن دور الحوزة الدينية في الحياة الإجتماعية والسياسية قتقدمت ذات الصحيفة بالسؤال التالي:
ـ(هل تعتقد سماحتكم بأن يجب أن يكون للحوزة الشريفة دوراً أكبر في الحياة السياسية للعراق وخصوصاً تحت الظروف الحالية؟).
ـ فكان الجواب:
ـ(الدور الأساس للحوزة العلمية هو التعليم والإرشاد والتثقيف الديني ولكن ذلك لا يمنع من أن تبدي المرجعية الدينية رأيها في المنعطفات المهمة في حياة الشعب كإعداد الدستور الدائم للبلاد).(1).
ـ وأني لأسأل هذا (الدّعي) ومن على شاكلته إن كان لا يرى الوعي المتزايد والإدراك الحاصل بين صفوف الشعب العراقي ومدى إلتفافهم حول مرجعيتهم الدينية التي أصبحت عنوان الوطن الوطنية, ومدى الدور الذي لعبه منبر جمعة كربلاء المقدسة وخطبتيها الدينية والسياسية في أبناء هذا البلد.. أسأل إن كان حقا ً ينتسب الى الحوزة العلمية الدينية المُباركة أم لا؟. أو ينتسب الى الذين انحصر دورهم في (التعليم والإرشاد والتثقيف الديني)أم لا؟. باعتباره يدعي التديّن والفقاهة. أم ينتسب الى تلك المجاميع المشبوهة المتهمة بالتثوير والإساءة والتسقيط والبهتان الذي لا يليق إلا بمن هو عميل يمتلك خطط واهداف تهدف النيل من العراق وشعبه وتقف وراءه مصادر دعم ٍ في الداخل والخارج؟.
ـــــــــــــــــــ
ـ(1) مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف 4/ج2/1424هـ السبت 2/8/2003م / وثيقة رقم (24) من النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني دام ظله في المسألة العراقية إعداد حامد الخفاف.
|