• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وكل يدعي الوصل بليلى .
                          • الكاتب : امين ناصر .

وكل يدعي الوصل بليلى

 لم يكن ليوم الجمعة الماضية من علامة فارقة سوى خطبة المرجعية التي سيأرشفها تأريخ عقول العراقيين والمهتمين والمتابعين (ليس سوى ارشفة كسابقات اخرى) 

لم تكن خطبة عادية من وجهة نظر البعض
لاسيما بعد الترقب الحذر والانتظار القلق لكلام المرجع الكبير واحداث العراق الدامية

كاد العراق ان يكون ملعباً او لعله كذلك بين جماعات داخلية وخارجية مستفيدة او مستغلة.
وكادت الحقوق المشروعة بحسب المرجعية والمتظاهرين ان تتبدد.
فحملات التخوين وقبلها الترهيب بل الاعتداءات ما انفكت وهي تطال فريق المتظاهرين ومن يقف معهم. ومورست لعبة خلط الاوراق وتصفية الحسابات..
بينما اصوات ارباب السلطة وجنودها وشاشات محطاتها غير معنية الى حد كبير الا بفوضوية الحراك وتسليط عدساتها عليه،
في وقت يتفق فيه الجميع على الخراب الذي حل في العراق منذ تغيير نظامه القمعي في العام 2003 وحتى اللحظة.

من يسمع ومن يمتلك زمام المبادرة
ولعقود خلت والجميع يكتب ويناقش ويعض ويتحدث بل يصرخ ..؟
الفساد 
الفساد
الفساد
تناسى العراقيون ازمة سقوط مدنهم ووقوع عشرات الاف الضحايا من أبنائهم..
خروقات امنية كارثية وازمات سياسية وصراعات ممتدة على طول خارطته التي يسعى الى تشويهها الشريك
فشل في الصناعة والزراعة والامن والاقتصاد والتعليم والصحة والقضاء والخدمات بل تعدى ذلك الى ما وراء العراق وخارج حدوده
اذ باتت السفارات دكاكين حزبية رخيصة 
والخارجية معنية بسياسات الجامعة العربية اكثر منها بسياسات الدولة العراقية وملاحقة قضاياها المهمة كالمطلوبين والأموال المهربة للخارج والحدود وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وملفات اخرى يطول لشرحها المقام

لا يختلف اثنان على تشخيص الفشل
لكنهما يختلفان على ابسط سبل تقويمه او تصحيحه

من يسمع ..؟
وكلام المرجع بات مرجعاً شخصياً بحسب الاهواء وكل يفسر على هواه او ليلاه

من يسمع ..؟
والنخب إن كان هنالك من نخب 
تتيه بين ايدلوجياتها ومنافعها ومقدار العطاءات والولاءات والمكاسب
او لا صوت لها وسط الضجيج.

العراق تحول الى رسم لدى هذه النخب
في وقت تحول به الى اسم ووجود لدى عدد لا يستهان به ممن خرجوا عن صمتهم متسببين بحرج كبير لتلك النخب ومن يقف خلفها 

المشهد السياسي لا سياسة واضحة فيه
ولا قوانين ولا دساتير
وما يحكمه لاعب خارجي بامتياز
سألت رئيس وزراء سابق
من يمول حملتكم الانتخابية
فاجاب ببلاهة (الامارات)
ورأيت اكثر من مجموعة في عاصمة عربية
تسعى للتقريب بينهم وساطة عربية اخرى كتحالف او ائتلاف 
في وقت يشتمون بعضهم البعض بالسر
وجمهورهم يقبع تحت ادنى مستويات الفقر والاذلال 

من يسمع ..؟
والاثراء لدى الطبقة السياسية وصل الى ما لم تصل اليه شركات اجنبية كبرى 
عملت بالتجارة لعقود ..؟
من يسمع ..؟
والشراكة في ادارة الدولة مبنية على أسس المغانم والمكاسب والمصالح ..

وإن لم يكن هنالك من بون شاسع وهوة كبيرة بين الجميع
لما استمر ما نشهده الان الا لساعات 
او لعله لم يقع في أصلاً .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139038
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15