• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يوتوبيا الدولة الكردية .
                          • الكاتب : محمد باسم .

يوتوبيا الدولة الكردية

يعود تاريخ إنشاء إقليم كردستان العراق وبداية الحكم الذاتي في المنطقة الى عام 1970 وتحديداً بعد اتفاق تم بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية انذاك وبعد سنوات من القتال العنيف ومنذ ذلك التاريخ ولغاية اليوم يعد الاقليم من اكثر الاقاليم التي تتمتع بحقوق على مستوى العالم، فالوضع الحالي وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة لبرلمان إلاقليم ظهر فيها حدود طرفي الحكم في السلطة والمتمثلة بالاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي ومجموعة اخرى من الاحزاب، ليتمكن الاكراد من تأسيس اقليم يتمتع بكل ما لمقومات الدولة من مؤسسات ووزارات وقوانين لاينقصها الا اعلان الاستقلال والانفصال رسمياً عن العراق.
والحديث هنا عن انفصال الاكراد وتأسيس الدولة الكردية يأخذ مناح شتى تبدأ من التاريخ والحضارة مروراً بالقومية واللغة ولاتتوقف عند الاقتصاد والذي يعد العمود الفقري لاي نظام حكم قائم، ولاتستطيع اي جهة في العالم نكران القومية الكردية وتاريخها الطويل على مر العصور، لكن وفي نفس الوقت لايمكن ايضاً نكران ان مناطق الحكم الذاتي في شمال العراق هي جزء لايتجزء من الحدود الادارية للدولة العراقية وان اعلان الانفصال شيء والحديث عن عدم عراقية الاقليم شيء اخر، فتصريحات السيد ادهم البارزاني القيادي المقرب من السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم تكاد تكون لامنطقية عندما اكد انه لم يعرف يوماً ما بأنه عراقي، وانه لا يعترف بأن إقليم كردستان هو جزء من العراق وتماديه في وصف هذه الحالة بأن اغلب سكان الاقليم يشاطروه هذا الرأي، وكذلك تحذيراته من أنه وفي أي وقت يستعيد العراق قوته سيستخدم تلك القوة ضد الشعب الكردي، معتبراً مساهمة الكرد باستقرار أوضاع العراق ستنعكس سلباً على الكرد أنفسهم، ولا اعلم كيف آن للسيد ادهم البارزاني ان يتصور هذا كله وهو يعلم جيداً ان الاقليم بجميع مؤسساته الخدمية والامنية والاقتصادية تمول من قبل الحكومة المركزية في بغداد وان موازنة الاقليم الذي يتمتع هو شخصياً وكل ابناء الشعب الكردي بخيراته يتم صرفها من الموازنة الاتحادية للدولة العراقية، مضافاً الى هذا كله التاريخ الطويل للمنطقة، لذا فتصريحات السيد البارزاني لاتخرج عن اطار التمهيد وعمليات جس النبض على المستويين الداخلي والخارجي وفي وقت يعد الانسب لقيادات الاقليم بعد ان استطاع تحدي الحكومة المركزية في الكثير من المواقف والذي لم يألو جهداً في استغلالها لصالح هذه القضية.
كما ان مخاوف السيد البارزاني من استعادة العراق قوته واستخدام تلك القوة ضد ابناء الشعب الكردي تندرج تحت بندين يتمثل الاول بترهيب المواطنين الاكراد وتذكيرهم بما جرى عليهم ابان فترة الحكم السابق لاستدرار اراؤهم وجعلهم يصوتون لصالح الانفصال، والثاني وهو الاهم والذي يقودنا الى تساؤل خطير وهو هل ان فعلا للاكراد دوراً في استقرار العراق في الفترة الحالية؟ وهل ان مخاوف الاكراد من استرداد العراق قوته تعني انه هناك من يعمل في الخفاء على عدم استرداد تلك القوة؟ فأذا ما صح هذا التفسير فذلك يعني ان الرؤية الكردية للدور الذي يلعبه الاقليم لايخرج عن اطار مصالح الاقليم نفسه وليذهب باقي العراق الى الجحيم.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13899
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16