• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حامي القدسية ينتهكها...كربلاء إنموذجاً   .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

حامي القدسية ينتهكها...كربلاء إنموذجاً  


الكل يعلم ما تحمله كربلاء المقدسة من رمزية القداسة لما تتضمن في كنفها من جسد طاهر حيث أنها تضم ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الشخص الشامخ الذي لم يقبل للذلة والرذيلة ان تعلوا في بلاد الإسلام وان تدثر بعلوها سمات الإسلام الأصيل، ان الإمام الحسين عليه السلام شمخ بتضحياته بنفسه وأهل بيته ليكون شرارة للحرية ونشر الدين بصورته التي شخصها الله عز وجل ورسم حدده بدستور قرآني اللهي، إن الإمام الحسين عليه السلام بتلك الثورة احيا نبالة الإسلام المحمدي الأصيل بتعاليمه السامية الحقة التي لم تبنى إلا بإراقة دمه الطاهر على ارض كربلاء، تلك الأرض التي اكتسبت قدسيتها منه عليه السلام، تلك القدسية التي ينبغي ان  نكون على مسؤولية عالية بالحفاظ عليها، لان الحفاظ عليها حفاظ على قدسية ذاته المقدسة عليه السلام، لكن وللأسف اليوم لأجل إرضاء النزاعات النفسية والرغبات التي يعتريها الشيطان، يبدي البعض ما يسيء لتلك القداسة من غير إكتراث لأي أعراف شرعية أو حتى أعراف اجتماعية فبالأمس قد عمدوا لانتهاك البقعة الطاهرة التي خصها الله بالشرف، فقد إنتهكت بدعوا الحرية، فما قام به المسؤولون من انتهاك صارخ لقدسية كربلاء حيث احيوا حفلات الهرج والمرج والرذيلة بوجود نساء راقصات متناسين انهم في كربلاء الإمام الحسين، حيث هم قد نقضوا أنفسهم بانتهاكهم لقانون قدسية كربلاء الذي شرعوه بإرادتهم، لكن إنما ينم ذلك عن عدم قناعة القائمين على إصدار تلك القوانين أو ان المجاملات هي سيدة الموقف، لكن مع هذا أو ذلك فتبقى لكربلاء قدسيتها وللإمام الحسين عليه السلام مكانته فليعلم من انتهك تلك الحرمة ان ليس له إلا الذل والهوان وعليه ان لا يقف يوماً  ليدعي إنه دافع عنها فتصفيقهم في محفل يحمل كل أنواع الانتهاك بعزف امرأة لم ترعى حرمة كربلاء بلبسها الفاضح المخالف للأعراف والتراث الكربلائي الإصيل الذي كان وما زال منبعه سيرة ونهج سيد المدينة ومشرفها وأخريات يرقصن على نغم طبول المنكر، فإن ذلك لهو النكران بعينه لما قدمه الإمام الشهيد وضحى من اجله.
ان ما شاب هذه الفعلة النكراء التي انتفض لنكرانها شرفاء القوم ليس هو نوع فرض وصاية على نهج يراد له تزين صورة كربلاء بصورة التخلف بل ان مقام ومكانة وتراث هذه الأرض الطاهرة نسج وكتب بأنامل مدادها دمائه عليه السلام، فلو أراد بلد ما ان يأتي في محافله الدولية بما يبين معالم وتراث وعراقة وطنه من خلال يحمله من معالم حقيقية ليس مصطنعة ومكتسبة من بلدان ليس لها أي تراث يذكر فهي فارغة المحتوى لذا يضطرها اللجوء لاساليب الهرج، فأوربا إلى اليوم وهي تفتخر بتراثا مع ماله من تاريخ اتسم بالدموية فتجدها ترفع شعاراته على أبنيتها التراثية مثل رجل يحمل رأس مقطوعة بيد ويد أخرى يحمل بها سيفه مع بشاعة هذا التاريخ لم يتخلوا عنه.
و كربلاء بل العراق بلد لم يخلوا من تراث يقف العالم له إجلالاً بمقدساته التي ترفع شعار النصرة للإضطهاد ومحاربة التعسف والقمع فعلي عليه السلام حقيقة رسم لحقوق الإنسان خريطة العالم كله انحنا لها واذعن والحسين عليه السلام رسم ثورة وقف لها القاصي والداني بكل احترام والجلال بل اصبحت منطلقاً لثورات العالم وبادرة أمل للضعفاء وطلاب الحرية، أما التراث الجمال والطبيعة فالعراق غني بها فالأهوار تزين جوبنا الحبيب وبابل الأصالة تبين ان القانون تشيد بايدينا وليس هو نقل نسخة من بلاد غيرنا واشور عراقتنا وشمال جمال بلادنا فنحن من قننا التاريخ وعلمنا الناس الكتابة والنحت، فكان لابد لمن أراد أن يقدم شيء بحفله المشأوم ان يمر ليبين للعالم حقيقة تراثنا الزاخر بثوبه الديني الرسالي وتراثه الطبيعي فكان عليه أن يبين ان هذه الأرض التي حضرتها بلدان العالم لها تراث دني ليس طائفي بل تراث دني لم يفصله عن حقيقة الإسلام المحمدي ورسالته إلا بعد المسافة بين المدينة وكربلاء لا غير فمن ضرّج دمه على هذه الأرض هو ابن صاحب تلك الرسالة، فليس هناك ما يعيب ويوجب الخجل، فكان اللازم ان نرسم للعالم صورة حقيقة عن كربلاء وما تحمل لا ان نبينها بصورة مزيفة تهتك الحياء وتبث الرذيلة 

سيدي يا ابن رسول الله إليك ولجدك نبرأ مما قام به جهلة قومنا . 

سيد يا ابن رسول الله إليك ولإبيك نبرأ مما قام به سفها قومنا. 
 
لك العذر لك العذر لك العذر...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=136333
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15