في عراقنا المزيَّنِ بالفقر والعوز والثكالى وفقراء الطرق الذين يمسحون زجاج السيارات في برد بغداد القارس والدولة عنهم في غيبوبة، أقول في هذا المشهد المظلم يخرج الينا مجلس النواب ببدعة جديدة في الإسراف والبذخ، وهذه المرة من خلال شراء عشرين قطعة سلاح لكل نائب. أود تذكيركم سريعاً وقبل الدخول في الموضوع ان كل نائب يستلم ما يقارب 12.000.000 دينار مقطوعة عن 12 يوم عمل في كل شهر اي مليون دينار عن كل جلسة سواء عقدت ام لم تعقد كما يستلم 22.500.000 دينار لثلاثين شخصاً يحمونه علماً ان الغالب الاعم من النواب يقطنون المنطقة الدولية والتي لا يكادون يحتاجون فيها لحماية من أحد، ويعلم الجميع ان عضو المجلس يستلم كامل المبالغ المخصصة للحماية نيابة عن الحماية على اساس ان يوزعها لاحقاً.
وفوق هذا البذخ الصلِف للمال العام الذي يجب ان يكون محلُّهُ فقيرات العراق وعجزته ومعوقوه ومعدموه قرر مجلس النواب ان يشتري لكل نائب عشرة مسدسات (من نوع CZ99 سعر القطعة في بلد المنشأ 500$ كما يظهر في هذا الرابط http://policelink.monster.com/products/products/4637-zastava-cz-99 ) وعشرة بندقيات (نوع M16 سعر القطعة في بلد المنشأ 586$ كما يظهر في هذا الرابط http://www.fas.org/man/dod-101/sys/land/m16.htm) وبعملية رياضية بسيطة سيتضح ان كل نائب سيكلف الدولة 21.720$ دولار امريكي علماً اننا احتسبنا الكلفة حسب قيمة الاسلحة في بلد المنشأ وتغاضينا عن عمليات الفساد الحتمية التي ستضاعف المبلغ وتضخمه، ومعنى هذا ان مجلس النواب سيقتني اسلحة بقيمة 7.059.000$ دولار امريكي اي ما يعادل 8.611.980.000 مليار دينار عراقي اذا اخذنا بالاعتبار ان عدد اعضاء المجلس 325 نائباً حفظهم الله ورعاهم ذخراً لنا وللفقراء والمعدمين.
ولإنعاش الذاكرة وحسب اود التذكير ان المجلس موشِكٌ على الموافقة على شراء سيارة مصفحة لكل نائب فضلاً عما ذكرنا من قبل من اسلحة، وتود رئيسة لجنة شؤون الاعضاء والتطوير البرلماني الدكتورة حنان الفتلاوي زعيمة مقارعة الفساد ان تجري مناقشة الموضوع بكل شفافية ولكن خلف ابواب موصدة في جلسة سرية خشية الفضيحة طبعاً وليس لسرية الامر، ولو افترضنا جدلاً ان كلفة السيارة المصفحة الواحدة 50.000$ دولار امريكي فان المجلس سيقتني مجمل السيارات بمبلغ 16.250.000$ مليون دولار وهو ما يعادل 18.281.250.000مليار دينار عراقي.
أقول لمن اراسلهم من عيون السلطة الرابعة حان دوركم الان، واقول للبرلمانيين: اذا لم تستحوا فاصنعوا ما شئتم
|