سمعنا عن المافيا الايطالية التي يسمونها كوزا نوسترا .. وسمعنا عن الدون كورليون .. وغيره من الدونات المرتبطة بحلقات الاجرام المنظم وعالم الجريمة السفلي .. وسمعنا عن المافيا الاوكرانية التي تتاجر بكل شيء على وجه البسيطة .. من الاسلحة الى المخدرات الى البشر ..
ويبدو ان المواطن العراقي على وشك ان يسمع بمجموعات مشابهة تحمل اسم مافيا الامين .. والكل سيفهم بطبيعة الحال ان الامين المقصود لا علاقة له بهارون الرشيد وابنه .. وانما بامانة بغداد
والله المستعان على مصائب الدهر
**
وهذا ما حصل بالتفصيل لكي يعرف القاريء والمستلم ما جرى بدون زيادات وتهويلات ..
(شرطة ذي قار ذكرت وصرحت بان اربع سيارات تابعه لامانة بغداد بشرطة مدججين بالسلاح وصلت الى مدينة الناصرية امس الخميس وتوجهت الى بيت الشيخ مردان كامل الوائلي اخوالسيد النائب شروان الوائلي وقامت بتهديد الشيخ عشائريا مالم يتم اطلاق سراح نعيم عبعوب خلال 48 ساعة فقط ,محملين السيد النائب شروان الوائلي مسوؤلية اعتقاله )
تهديد صريح .. هكذا بدون ان يحسب اي منهم اي حساب لدولة فيها قانون .. وكأن الدولة لا دولة وكأن تهديد الناس في بيوتها امر طبيعي ويحصل كل يوم
وانا اقراء هذا الخبر (المضحك – المبكي ) تذكرت قصص الافلام الهندية .. فوجدتها جميعها لاترتقي الى مايجري من قصص في العراق .. فحتى قصة الطفلة التي عثر عليها شابين في ريف الهند وربياها وبعد ان كبرت اكتشفوا انها امهما ..
وحتى هذه المهزلة تلاشت واضمحلت امام مهزلة امانة بغداد وتهديدها لعائلة الوائلي ...
**
لنتحدث بصراحة هنا .. الا يبدو الامر وكان هناك دولتان او اكثر داخل دولتنا .. كل واحدة تأمر مجموعات من الشرطة ومن المسلحين و(تهد) احداهما ضد الاخرى ؟؟
شروان الوائلي هو عضو البرلمان الذي اوكلت اليه مهمة التحقيق في ملفات فساد في داخل امانة البغداد.. وقام الرجل بأداء واجبه حسب المطلوب منه وكنتيجة لاحدى ملفات الفساد التي تم العثور عليها خلال الاستجواب الذي تم في البرلمان تم اعتقال الوكيل البلدي لامين بغداد بتهمة الفساد ..الى هنا يبدوا الامر منطقيا
وامانة بغداد جزء من الحكومة وعليها ان تسير حسب ضوابط الدولة ومؤسساتها وعليها ان تتبع الطرق القانونيه في الدفاع عن موظفيها ..إما ان تقوم الامانة بارسال اربع سيارات محملة بشرطتها واسلحتهم لتهديد عائلة الوائلي فالامر هنا اكبر من ان نصفه بفلم هندي
فالوائلي عضو في البرلمان العراقي ويمتلك حصانة لايمتلكها حتى رئيس الجمهورية وهي مفوضة من الشعب الذي انتخبه .. اي انه محصن بصوت وقوة الشعب حسب الدستور العراقي ..,وهو ايضا وزير سابق للامن الوطني وابن شيوخ عشيرة بني الوائلي الكبيرة وعلى الرغم من كل هنذه المعطيات .. تقوم عصابة الامين بتهديده وتهديد عائلته .. السؤال الذي يطرح نفسه هنا .. إن كان شروان الوائلي بكل هذه المواصفات والعناوين يهدد من قبل هذه المافيا فكيف الحال اذن مع الموظف البسيط او المواطن الاعتيادي الذي لا حصانة له؟ ماذا سيفعلون به لو تصدى لهم لكشف فسادهم ؟
وماذا يعني هذا التهديد؟
انه يعني وببساطة ان المافيا التي تدير وتحكم الامانة ايقنت ان ملفاتها الاجرامية قد انكشف وصارت بيد القضاء وعبوب اول ضحايا هذه الملفات
ويعني ايضا ان الامانة وبتهديدها للوائلي تريد ان ترسل رسالة واضحة لكل من يحاول ايقاف وكشف فسادها وخاصة للسادة القضاة والمحققين رسالة مفادها ان حصانة النائب وعشيرة الوائلي لم تمنعنا من تهديده في عقر محافظته .. فحاذرونا ولا تقتربوا من ملفاتنا وموظفينا
وللاسف يعني ان عصابة الامانة مسنودة من كتل سياسية كبيرة ومتنفذة لذا فهي قادرة على تحريك سيارتها وعناصرها لتهديد الناس وهي مطمئنة بان احد لن يعرضها للمسائلة القضائية
**
فهل تستكين الحكومة العراقية وتقبل بجمهورية مافيا الامانة داخل جمهورية العراق؟
هل سينتصر البرلمان العراقي لأحد اعضاءة ويتخذ الاجراءت القانونية بحق المسيئين؟
هل ستتحرك الحكومة العراقية لأيقاف هذه العصابة قبل ان يستفحل خطرها وتمتد اذرعها الى قلب الدولة ؟
**
شخصيا اجزم وحسب معطيات هذه الواقعة الفجة ان
الجهة الحكومية التي تسخر سياراتها وعناصرها لتهديد مسؤول كبير في الدولة وتحت ساطعة النهار وامام الناس لايستبعد ضلوعها بالارهاب او تصفية من ترى فيهم خصوما سياسين او جهات تكشف فسادهم , لذا بات لزاما على معالي رئيس الوزراء والبرلمان العراقي ان يتخذوا موقفا حازما تجاه عصابة الامين ليردعوهم ويوقفوا تجاوزاتهم بحق العراق والعراقين .
***
اخيرا
هذه الحادثة لوحدها دليل اثبات قاطع على صحة ماعرضه الوائلي في جلسات الاستجواب , فلو كانت الامانة نظيفة اليد واللسان , ولم تقوم بأي مخالفات قانونية توجب العقوبة , لفوضت امرها الى القضاء العراقي المعروف بنزاهته وحيادته , ليكون هو الحكم الفصل بينها وبين السيد الوائلي .
|