يصادف اليوم ٢٦ رجب وفاة مؤمن قريش، أبو طالب كافل النبي (ص) وذلك في السنة الثالثة قبل الهجرة، أي بعد عشر سنوات من المساندة والحماية لابن أخيه صلى الله عليه وآله.
وعندما رفض الهاشميون بزعامة أبي طالب عليه السلام تسليم النبي صلى الله عليه وآله، قامت قريش بعقد اتفاق بينهم مكتوب بمقاطعة بني هاشم ومحاصرتهم في شعب أبي طالب فلا يتزوج منهم ولا يزوجون ولا يباعون ولا يشترى منهم..ثم كتبوا كل ذلك في صحيفة ووضعوا أختامهم عليها وعلقوها في جوف الكعبة.
كان أبو طالب يخشى على ابن أخيه الاغتيال ليلا؛ فكان يتعمد أن يرى الكل مكان نومه، ثم إذا استغرق الكل في النوم، تسلسل إلى مكانه ليوقظه ويأخذه لمكان آخر ويضع مكانه أحد ابنائه..معقول أن هذا مات مشركا؟!!!
وبعد ثلاث سنوات من الحصار، أخبر النبي صلى الله عليه وآله عمه أبا طالب أن الأرضة قد أكلت كل ما في الصحيفة من ظلم وقطيعة رحم ولم يبق فيها إلا ما كان اسما لله. فخرج أبو طالب بكل ثقة ودعا قريش لإحضار الصحيفة، وسألهم أولاً: هل تنكرون منها شيئا؟ فقالوا كلا. فأعلمهم قائلا: إن ابن أخي حدثني، ولم يكذبني قط، أنّ الله قد سلط الأرضة على هذه الصحيفة فأكلت كل قطيعة وإثم، وتركت كل اسم هو لله، فإن كان صادقا أخلعتم عن ظلمنا وإن يكن كاذبا دفعناه إليكم فقتلتموه، فصاح الناس: أنصفتنا يا أبا طالب..
ففتحت وأخرجت
وكانت المفاجأة كما أخبر النبي (ص)
فضج المسلمون بالتكبير
فقال أبو طالب: تبيّن لكم أيّنا أولى بالسحر والكهانة؟
وقد أسلم في ذلك اليوم الكثير من الناس، وارتفعت المقاطعة
أهذا يموت كافرا مشركاً؟
|