عالميا او على صعيد اي بلد في هذا العالم يتم الاحتفال بيوم الام، كعيد و عمليا لا يتحدث عن ما تم انجازه لها حسب، بل عن الذي هو قيد الانجاز و عن الذي لن ينجز و عن الذي يبقى حلما من الاحلام !
فهل حقا حصلت الام على ما حصل عليه شريكها في المصير من حقوق و واجبات ام لا ام بالتساوي ؟ ام ان السؤال القديم - الجديد - و هل الرجل وحده المسؤول عن حصول ذلك ام الانظمة ( و نقصد بها التشريعات و الفلسفات و التطبيقات ) هي المسؤولة ؟
ربما انها ليست محض فرضية ان الام ( و بمعنى انها الكائن الاول المسؤول عن ديمومة النوع ) كانت في العصور القديمة الالهة الام ، التي تكبدت مشاق انتاج الحياة و ديمومتها ، و حمايتها من مخاطر الزوال .
هي و ليس الاخر من نجد لها الاف التماثيل و الفخاريات والعلامات في مختلف الحضارات قد شكلت نواة تأسيس اولى التجمعات السكانية ، و انظمتها و تقسيمها الاجتماعية .
ثم ... لاسباب ما زالت قيد البحث وجدت مصيرها تابعا للذي انجبته الذكر !
وهذه قضية اخرى مع انها تخص الاحتفال بعيد الام في عالمنا المعاصر لانها تلقي الضوء على الاصول ، و على كل ما هو مستحدث في الانواع و تقسيماتها .
انما اسماء الالهة قبل افروديت ، و عشتار ، و فينوز و عشتروت ، انانا و اوريس ... الخ . كانت حملت التاريخ العريق للمرأة فهي الام ، الام التي انجبت الالهة القديمة .
على ان واقع المرأة ، رغم هذا الاحتفال يختلف من بلد الى اخر بحسب الاعراف ، و التشريعات و التطبيقات .
ففي بعض مجتمعات العالم الثالث يتقلص دورها الى الخدمات و تربية الاطفال و في بعض ارقى المجتمعات تتحول المرأة الى سلعة من السلع فهل حققت المرأة حريتها في جانب من الارض وسلبت منها في الجانب الاخر من ناحية ، ام ان الرجل هو المسؤول عندتحقيق المساواة و تطبيقاتها من ناحية ثانية ؟ ام ان النظام هو المسؤول عن ذلك بالدرجة الاولى في الحالات كلها نجد الاجابات بحسب الاحصاء و النسب و الاختلافات - مقترنة بالانظمة ذاتها و بالمجتمعات و التعليم و العمل و الاعراف و الثقافات ... الخ التي تتحكم بالنتائج .
فالمرأة اصبحت جزءا لا يمكن تجزئته عن اهداف المجتمع كوحدة عضوية متجانسة و مشتركة بتحقيق الحياة الكريمة التي لا يظلم فيها احد على حساب الاخر ، حيث التشريعات و تطبيقاتها تغدو مسؤولية الجميع في العبور الى المجتمعات التي لا تعامل المرأة فيها كسلعة و لا كأسيرة جدران و لا كفائضة او اقل درجة من شريكها في المصير بل ككائن يماثل ما الرجل من حقوق وواجبات ببناء الحياة العادلة الكريمة و الجديرة بهذا الاحتفاء برمز الحياة و جمالها و شفافيتها ايضا.
|