لا تقولي توخّيت الحذر
وتنطقي باسم الإله الرحيم
ساعة غروبك المحتظر
فقبل ان يصيح في وجهك الساهم
ديك السموات البعيد
كنتِ في انتظارهِ أمنية خامدة
منذ انطواء نهارك الآفل بالظمأ
ومنذ اشتعال جدائلك الهاربة
كنت تقولين:
ان الترقب في حضرة الخريف
هو جمرة باردة..
أو شهقة قبل انتصاف الطريق
ومحطة دخانية الأبواب في العراء
متمايلة جامدة
كنت تقولين..
والقوافل تمر من باب يثرب مترعة بالخمور
والبضائع من ماء ورد وزمردات وأقمشة
وهوادج متخمة بالجواري الحسان
تغذ الخطى من تحتها
في السراب
الدواب
ومن حولها تتيه
فوق تخوم الصحارى
احلامك الشاحبة.
كنتِ تقولين قبل ان يبتكر الليل ضوءه
انك آهة محشوّة بآهات صبر
ولايهمك غراء السنين الثقيل
ولاتلبد غيمات حسنك
بخرائط من تجاعيد
وأوردة مجهدة ..
هي انتفاخات وحسب
وأراها سمنة زائدة ،،
تتشبثين بهواتف ليل الشتاء
بزنبقة الفجر المندّى
أو بكركرة مكتومة بالنحيب
كنت تتنفسين بقصيدة نثر جديدة
أو تتوهجين بمقالٍ
يلتف منكمشاً تحت وابل من رصاص الطوارق
وتضنين من مقعدك تحت عرائش الكروم
بأنك تطيحين بالعروش الصلدة
تمشين الهوينا تارةً
واخرى تشدين الرحيل
نحو سواحل المتوسط شاردة
وعسسك في دثارهم نائمون
يرتزقون على الرشوة والكونياك المهرب
ايه أيُّ عاشقة انت
وأيّ حالمة تلهثين
وذكرياتك نقشة باهتة
ممرات عمرك غادرتها الخطى
وأفقك أعتمته الدموع
فراشك الدافيء
صار صفحة من جليد
جدران غرفتك اعشوشبت
بنسيج العناكب
وضوؤها الوردي يتخايل
بين اصفرار واسوداد ..
إيه يا امرأة الانتظار
يا امرأة النوافذ والآهات
والغرفة الموصدة..
قلبي على وجعي ووجعك المستديم
يشيخ
وفي نبضهِ الخابي
تتقد جمرات الأسى
والحسرة الدائمة
شاهدة .
البصرة
الثانية فجرا من ليلة 14/10/2007
|