• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شرُوط العِلاقات السَّليمة! قِمَّة [وارسُو] لحلبِ البقرةِ وللتَّطبيع! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

شرُوط العِلاقات السَّليمة! قِمَّة [وارسُو] لحلبِ البقرةِ وللتَّطبيع!

   أ/ كلُّ العلاقات الثنائيَّة بين الدُّول تستند إِلى الحقائق التَّالية؛
   ١/ المصلحةُ القوميَّةُ أَوَّلاً، والمصالحُ العُليا للبِلاد أَوَّلاً! وهي مصالح وليست مبادئ! ولذلك فهي ليست ثابتةٌ حتى قيل [ليست هُنالكَ صداقاتٌ ثابتةٌ ولا عداواتٌ ثابتةٌ بل مصالحَ ثابتةٌ]!.
   ٢/ تؤَثِّر فيها [لها أَو ضدَّها] قِوىً إِقليميَّة أَو دوليَّة أَو حتى محليَّة عدَّة! دافعها الحرص أَو الخشيَة!.
   ٣/ ولكلِّ علاقةٍ ثنائيَّةٍ ثمنٌ يجب أَن يُدفع، ينبغي أَخذهُ بنظرِ الإِعتبار لحسابِ المكاسبِ والخسائر ولمُوازنةِ الأَضرار والمنافع.
   ليسَ في هذا العالَم علاقةً ثنائيَّةً بالمجَّان أَبداً، فذلكَ حُلُمُ المفلسينَ أَو المجانينَ!.
   هَذِهِ الحقائق لا تفلتَ منها أَيَّة علاقات ثنائيَّة بما في ذَلِكَ علاقات واشنطُن مع دُول العالَم العِملاقة كالصِّين أَو الأَقلِّ أَهميَّةً مثل كوريا الشماليَّة!.
   وعلى هَذِهِ الحقائق تعملُ [مجموعات الضَّغط] [اللُّوبيَّات] هُنا في واشنطن!.
   ب/ لا يشذُّ العراق عن هَذِهِ الحقائق ولذلكَ فهو بحاجةٍ دائمةٍ إِلى أَن يضعها نصب عينَيهِ من أَجلِ؛
   *صناعة علاقات مُتوازنة مع مُختلف الدُّول الإِقليميَّة منها ودُول المُجتمع الدَّولي.
   وتتعاظم حاجة العراق إِلى ذَلِكَ لانَّهُ لازالَ في دائرة منطقة صراعٍ شديدٍ بينَ الدُّول الإقليميَّة نفسها وبين الإِقليمي والدَّولي من جانب آخر! بالإِضافةِ إِلى أَنَّ سياساتهِ الخارجيَّة لازالت غَير مركزيَّة قد يُخرِّبها فصيل مسلَّح أَو كُتلة برلمانية ذات علاقة [حميمة] مع هذه الدَّولة الإقليميَّة أَو تلك الدوليَّة!.
   **أَن يُفيد ويستفيد من أَيَّة عِلاقة ثُنائيَّة، فلا يتحوَّل البلد إِلى [سبيل يا عطشان] على حدِّ قَول المَثل فيساهمُ في حلِّ مشاكل الآخرين بخَيراتهِ وإِمكانيَّاتهِ من دونِ أَن يُساهمُوا في حلِّ مُشكلةٍ من مشاكلهِ! والتي هي كثيرةٌ [بحمدِ الله] أَو حتَّى دفعِ مضرَّةٍ عَنْهُ!.
   ***أَن لا يندفعَ في أَيَّة علاقة ثنائيَّة مرَّةً واحدةً لتشمِل كلَّ شَيْءٍ! فذلك لا يساعدُ في بناءِ الثِّقة، خاصَّةً وأَنَّهُ مرَّ بتجارِبَ سيِّئةٍ جدّاً مَعَ جيرانهِ!.
   ****المُقايضةُ في العلاقاتِ الثنائيَّة قاعدةٌ مهمَّةً جداً حتى لا يبدُو الأَمر وكأَنَّ الآخرين يملُون على العراق! فهذا يطعنُ بالسِّيادة ويفتح الباب على مِصراعَيه للتدخُّلات الخارجيَّة بكلِّ أَشكالِها!.
   ج/ الإِتفاقيَّة المُبرمة بين واشنطن وبغداد هي إِتفاقيَّة إِستراتيجيَّة واتفاقيَّة شراكة بعيدة المدى، تشتمل على مجالاتٍ عدَّة! والجانب الأَمني واحدٌ من هَذِهِ المجالات العديدة!.
    وللأَسف فلقد سعت أَطرافٌ إِقليميَّةٌ ومحليَّةٌ [داخليَّةٌ] لإِفشالِها والحيلولة دون أَن يستفيدَ منها العراق! لأَنَّهم تصوَّرُوا بأَنَّ تنفيذها سيساهمُ في بناءِ العراقِ القوي المُقتدر على مُختلفِ الأَصعدة، الأَمرُ الذي يتعارض ورؤيتهُم لَهُ! ولذلكَ حاربوها وبالتَّالي أَنهَوا فاعليَّتها وأَظهروها في الإِعلام وكأَنَّها إِتفاقيَّة أَمنيَّة فحسب!.
   أَمَّا الأَطراف الإِقليميَّة التي حالت دُونَ تنفيذها فهي [الرِّياض وطهران] ولكلِّ واحدةٍ منها مبرِّراتها ودوافعها!.
   أَمَّا الأَطراف المحليَّة [الداخليَّة] فواضحةُ الهويَّة والهدف!.
   ولا ننسى هُنا أَن نُشير إِلى دَور ثقافة وطريقة تفكير العراقيِّين في إِفشالِها أَو تلكُّؤها على الأَقلِّ! فعندما يتصوَّرون بأَنَّ للولاياتِ المتَّحدة أَجنداتها الخاصَّة من وراءِ إِبرامِها مِثْلَ هَذِهِ الاتفاقيَّة مع العراق، بمثابةِ الإِكتشاف الفلسفي العظيم! فهذا يعني أَنَّهم لم يفهمُوا بعدُ الطبيعة الحقيقيَّة لكلِّ الإِتِّفاقات الثنائيَّة فيعتقدُون مثلاً أَنَّ لواشنطن فقط أَجندات خاصَّة أَمَّا بقيَّة الدُّول فليست كذلك! أَو يعتقدونَ بأَنَّ على العراق بناء علاقات ثنائيَّة قائمةٌ على أَساس المبادئ! وليسَ على أَساس المصالح! ولذلك فهُم يصرخُونَ [أَين واشنطن إِذن] عندما يحتاجونها أَو عندما يتعرَّضون للخطر! وفِي نفسِ الوقت يرفعونَ شعار [كلَّا كلَّا أَميركا] بمُناسبةٍ أَو غَير مُناسبة! وكأَنَّ واشنطن تنتظر صرخة المرأة المُسلمة [وامُعتصِماه] لتنجدها وتحمي عِرضها كما في القصَّة التاريخيَّة المعروفة!.
   د/ البروتوكول الأَمني في إِتفاقيَّة الشَّراكة الإِستراتيجيَّة لم يتطرَّق إِلى خروج القوَّات الأَميركيَّة من العراق! فقرارُ الإِنسحاب كانَ أَميركيّاً من جانبٍ واحدٍ إِتَّخذتهُ إِدارة أُوباما كواحدٍ من إِلتزاماتها الإِنتخابيَّة أَمام النَّاخبين!.
   وكما قلتُ مرَّةً فإِنَّ الذين يردِّدون فكرة أَنَّ رئيس الحكُومة الأَسبق هو الذي أَخرجها من العراق! هم أَحدُ نوعَين من النَّاس، إِمَّا أَنَّهم من ذيُول [العجل السَّمين] ومن أَبواق [القائد الضَّرورة] أَو أَنَّهم مُغفَّلون لم يطَّلعوا على الحقائق! فعندما دعوتُ أَحدهم أَن يقرأَ مذكَّرات القادة العسكريِّين الأَميركان بهذا الصَّدد، أَجابني بالقَول؛ لستُ بحاجةٍ إِلى أَن أَقرأَ شيئاً فالحقائقُ واضحةٌ وضوحِ الشَّمس في رابعةِ النَّهار!.
   قافُل!.
   هـ/ برأيي فإِنَّ قمَّة [سوشي] أَقرب إِلى الواقع من قِمَّة [وارسو] لأَنَّ القِوى المُشاركة في الأُولى هي التي تُمسك الأَرض، أَمَّا الثَّانية فلقد باتَ واضحاً بأَنَّ الغرض منها هو لحلبِ البقرة [دُول الخليج وتحديداً الرِّياض ودَولة الإِمارات] ولتمريرِ مشروع التَّطبيع العربي الإِسرائيلي!.
   و/ يسعى الرَّئيس ترامب في إِعلانهِ [الطَّوارئ] تحدِّي الكونغرس الذي يتصوَّر بأَنَّهُ باتَ يُعرقل جهودهُ الرَّامية إِلى تحقيقِ وعودهِ للنَّاخبين! خاصَّة بعد سيطرة الديمقراطيِّين على النوَّاب!.
   ١٤ شباط ٢٠١٩
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130307
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16