• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكُتب وصناعة الوعي! .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

الكُتب وصناعة الوعي!

تعتبر القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح والمتعة لكل فرد خلال حياته وذلك انطلاقاً من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية والعملية وهي مفتاح أبواب العلوم والمعارف المتنوعة. المصدر: كيف تحسن من طرق القراءة.
يوم امس حط بنا الرحال في معرض بغداد الدولي للكتاب، وكانت لنا جولة بين اروقته الواسعة والمتنوعة، واطلعنا على ما معروض فيه من عناوين لكتب مختلفة في مجالات شتى ولجنسيات متعددة، وكان متواجد فيه العديد من دور النشر العراقية والعربية والعالمية، ومعروض فيه الاف الكتب الحديثة والقديمة والتي تعجز العين من ابصارها والدماغ من خزنها، والذاكرة من حفظ اسمائها، فان القراءة والتواصل مع الكتاب والتجوال في معارض الكتب تزيد من وعي الانسان وتجعله مُتسلح بالثقافة والمعرفة ومستنير العقل، واقفاً بوجه التيارات الجارفة، ومتنوراً بالعلم والمعرفة. 
ولهذا قيل القراءة هي البوّابة الأولى لتلقِّي العلوم المختلفة والمتنوّعة، وهي الوسيلة الوحيدة لانتقال المعرفة، وهنا تكمن أهميّة القراءة بالدرجة الأولى؛ فهي بهذا تستطيع فتح آفاق أوسع وأشمل للإنسان. 
فان كثرة القراءة لا تزيد المعلومات فحسب؛ كما قال احدهم بل تعمل على زيادة القدرة على التحليل وربط الأمور ببعضها البعض، كما أنَّ الإنسان كثير القراءة يكتسب مهاراتٍ جديدةٍ منها: القدرة على الفهم بشكل أسرع، والقدرة على النّقاش والحوار في أي موضوع من المواضيع المختلفة، الأمر الذي يعمل على تطوير شخصيّة هذا الفرد وبشكل كبيرٍ جداً لم يكن يتسنّى له لولا ممارسته لهذا النّشاط الرائع.
كما إنَّ القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تُمكِّن الإنسان من اكتساب مهاراتٍ متعدِّدة وفي الوقت نفسه، وهي أيضاً الوسيلة الوحيدة التي يمكن لها أن تكسبه مكاسب مختلفة أخرى ومتنوّعة لها أوّل وليس لها آخر، منها أنّها قد تكسب هذا الإنسان بعض المكاسب الماديّة التي قد تقلب حياته رأساً على عقب، وتحسّن أحواله إلى أحوال أفضل.
كان في باحت المعرض، مجموعة من الدمم الورقية، واقفون على الكتب وفي رأسهم مرايا… سألت صديقي ماذا تعني هذه التشابيه؟. قال عندما يقف الانسان على الكتاب ويقرأ منها ويستنير بما فيها سيكون كالمرايا تعكس ما يظهر عليها، وهكذا هو الانسان عندما يطلع ويقرأ ستنعكس ذلك على ثقافته ومعرفته ويكون واعياً عارفاً مدركاً؟.
وبعد اكثر من ساعة من التجوال سألت صديق ثاني نفس السؤال ماذا تعني لك هذه التشابيه؟ قال هذه تدلل على ان الانسان الواعي هو من يعيش مع الكتاب ويجالسه ويحاور العقول وان كانت بعيدة عنه… والامة التي تقرأ لا تموت مهما ضعف عزمها وانحنى عودها، وكثرة ماسيها…. وعلى العكس من ذلك فان الامة التي لا تقرأ تموت قبل اوانها وتنطمس معالمها وحضارتها. 
وقد وسُئل أرسطو، كيف تحكم على إنسان ما؟، فأجاب: أسأله كم كتاباً قد قرأ؟، وماذا يقرأ؟. ويقول فرنسيس بيكون: القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً. 
اما باحثنا الاجتماعي الدكتور علي الوردي فيقول: يقال إن المقياس الذى نقيس به ثقافة شخص ما هو مبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه، فالمثقف الحقيقي يكاد لا يطمئن إلى صحة رأيه ذلك لأن المعيار الذى يزن به صحة الآراء غير ثابت لديه، فهو يتغير من وقت لآخر، وكثيراً ما وجد نفسه مقتنعاً برأي معين في يوم من الأيام، ثم لا يكاد يمضى عليه الزمن حتى تضعف قناعته بذلك الرأي. 
وقد قيل القراءة هي السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والأمم القارئة هي الأمم القائدة، فالقراءة تحرر العقول من الجهل والتخلف وتنيرها بنور العلم والمعرفة وتعمل على صناعة الوعي.
فالقراءة في حقيقتها هي غذاء صحي للروح وهواء نقي للعقل وحياة مهنية للضمير، اذ تعد القراءة مفتاح التحاور والتواصل وباب نحو العلم والمعرفة، فهي من أهم وأولى أولويات المربّين والناشرين والكاتبين لتشجيع الآخرين على القراءة بحيث تعمل القراءة على تنمية المهارات العقلية وتوسيع المدارك الفكرية لكل من يقرأ.
وقال الكاتب علي حسين: الكُتب حدائق غنَاء تُقدم لك ما لا تجده في الواقع، فكل كاتب كبير يصنع حديقته ويُنسق أزهارها بذكاء يُحيلك لهندسة بساتين الورد الهولندية أو اليابانية أو اختر ما تشاء من جمال ما يصنعه مهندسو الحدائق في الزمن الجميل، وكما قال الإمام علي عليه السلام: الكُتب بساتين العُلماء.
وقال احد الفلاسفة: ان قراءة الكتب وبالخصوص الجيدة هي بمثابة التحاور مع أعظم العقول التي عاشت عبر العصور الماضية.
جعلنا الله واياكم من الذين يقرأون الكتب الجيدة بقدر المستطاع ولا يهجرون الكتاب بقدر المستطاع… ومن علمني حرفاً ملكني عبداً وفي القراءة باب التحاور والاطلاع والتعرف على ما دون وكتب الاخرون. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130094
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15