ونحن في عالم الضياع والهجرة ، نتلمس الايدي تمر على رؤوسنا لتُسكِن يُتمنا وان كُنا في عيون مَن جَلُدَتْ أوهامهم التي لم تحطمها الحقيقة .
لم تملأ يوما أو لحظةً أشداقنا ضحكة ، فكلها تتكسر على حرقة الآهات والذكريات المرّة .
لم يسعف جراحي التي داريتها كأم حنون ، انظر إليها تكبر ، وليس لي إلا أن أطعمها ، لتكبر أكثر ، لازال الأب مسرورا بمياه الفرات .
لم تنصرف عن جفوني الغمام المثقلة ، فهي لا تمطر الا على الوسادة الباردة ، فالدفء يمنع الغمام من رمي الاحمال الحانية، وهي لا تشبه وسادة الجدة التي تغفو عليها بعد يوم مثقل ، وسائد اوربا تعلمت منا كتابة القصص والحكايات فهي في كل ليلة تكتب الف قصة وقصة وتمتص الف دمعة ودمعة وتضم بين طياتها الف حسرة وحسرة .
حتى الظمأ هنا اختار ما يرويه ، عشت ظمآنا من دهلران ، وها أنا اليوم اشرب اول شربة ، بعد ثمانية عشر عاما من العطش ، اشرب قصيدة وفاء !
فحروفها تروي كل عطاشى العالم
هنيئا لك ( امير من أور ) هذا الشلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثارني وفاء الشاعر حسين عبد اللطيف وقصيدته ( امير من اور ) حيث قرأتها وفوجئت بشلال الوفاء الذي بعثه الى روح صديقه الراحل الفنان التشكيلي والشاعر احمد الجاسم .... لقد بكيت علينا جميعا فلم اجد غير الكتابه في ذلك القطار الذي اعادني من دورتموند حيث يسكن صديقي الشاعر محمد الجاسم الى مدينتي التي تحتضن بيتي بين تلالها القاسية .
دهلران : مدينة إيرانية هي اول من آواني في فضاء المهجر القسري .
|