أن ظاهرة الشابندر الشعرية , تبدو غير مألوفة ومطروقة في المنجز الشعري العراقي بشكل عام . ان يتربع على الابداع الشعري , شاعر بالفطرة , وان يخلق بصورة مدهشة الصور الشعرية , في آلية التصوير الفذ بالومضة الشعرية المدهشة الى حد الابهار . ان يملك براعة شعرية في تكوين الصورة وتركيبها وتوليدها وابتكارها وخلقها , ان يحملها بالصياغات الرمزية بالايحاء والمغزى , وفي اسلوبية الانتقاد والسخرية المتولدة من عمق الصورة الشعرية , التي تغوص في دواخل اعماق الانسان وتفرز همومه ومعاناته , لتخرجها الى الخارج العام , هذه الاسلوبية الشعرية في انطلاقة اتجاهاتها الرمزية في التعبير البليغ , ان يجعل المفردات المتولدة من رحم الواقع , قاموسه الشعري , العملي والفعلي في الابتكار والتولد بصياغة جديدة , في حمم في شفرات التعبير الرمزي . ان يخوض اعماق غمار الاسئلة الجدل ,المتكونة من اعماق الذات الانسانية , ويفجرها الى الظاهر المكشوف , من اجل احداث تصدع في الجدار الخارجي . من كوة الصراع والتناقض في العالم الوجودي . ان يحرث عميقاً في باطن الارض القاحلة , ليخرج منها ثمرة الصبار التي اقترنت بالصبر العراقي الايوبي ( نسبة الى ايوب ) , ان يقتحم القضايا الحساسة والجوهرية من ذات الواقع , فهو الباحث عن مفردات الواقع في ادق تفاصيلها , لينطقها بالحواس المرئية وغير المرئية , ان يعكسها في مرآة الجدل في السؤال ورمزية تعابيره . يملك براعة في الجدل السقراطي ( نسبة الى سقراط ) في فحوى السؤال وتكوين ولادته المتولدة من الرحم الحياة العامة , ليدفعه الى المجابهة الحادة , الى حد كسر العظم والرقبة والظهر , هذه الرؤيا الفكرية في اتجاهاتها العامة , في مجموعته الشعرية , في الصورة جدلية السؤال الذي يطرق بمطرقته جدلية الواقع. من رحم الحزن والاسى , وانعكاساتها على ارهاصات الواقع , ان يمزق هذا الجدل السقراطي , جدار الصمت , في ضجة جدل السؤال , في ثنايا التعبير الرمزي , ليشق جدار الحصار في القضايا الحساسة الاولى في الحياة والواقع , التي تخلق من ينابع الهموم والوجع في طرح السؤال ( الى اين ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ وماهو ؟ لماذا ؟ أجل ... لا !! ) . ان الديوان الشعري ( في زنزانة السؤال ) خطاب شعري موجه من نزلاء زنزنة السؤال , الى العالم الخارجي العام , الى دهاليزه المظلمة , ورؤيته الكثيفة .بالضباب السريالي , الذي يفقد الرؤية وصوابية المنطق . ان قصائد الديوان تحاول الامساك بخيوط الجدل في اطار الفعل الرمز التعبيري . اذ انها ليس تهويشات الخيال عائمة بدون ضفاف . وانما تملك ارضية من ملوحة الارض وصباره ومعاناته
للفقد ملح دم الصبار ,
فاه الصبر :
شتاء النازحين ,
يا عراق ..... ( اهداء الى الشهيد عمار غالب الشابندر . الذي خطفه الموت العبثي , في تفجير ارهابي في مقهى شعبي في بغداد ) في عراق الحطب وصبار والجدب وشتاء النازحين .
اي ان احداث العراق هي عينة من فيلم سينمائي ( أكشن ) حتى لا تتحمله الرئة السابعة او الروح السابعة , الذي ينزح الى التراجيدية السيزيفية ( نسبة الى صخرة سيزيف ) في وجع نزلاء زنزانة السؤال , وعسر الاجوبة التي تعزف في حضرة السيد الفراغ . هذا الوجع يأخذ الاطار الجمعي
من عسر الاجوبة
جبلاً أصعد
- كسار حجر لعله -
الفأس أخطأت الرسم
واجترح الاسف
واخرج من الاسف الى تراجيدية السخرية والتهكم لكن هل تستطيع القصيدة اطلاق سراحه , في الغبار الضبابي , في عالم مزاجي يعزف على العواصف السريالية الغرائبية , الى حد اللعنة في التناقضات , المبكية والمضحكة في آن واحد , لتلعب على عذابات الانسان في كوميدية الموت المجاني . ان تلعب الحرب بنا ونحن دمى في لعبة الموت المجاني , مع التحيات
الى الحرب :
مع التحيات
ماتت .....
ماتت, زهرة البراري !
انه يغوص في السيد الفراغ الكبير المسيطر على خناق الواقع , ليخرجه من قشور اللامعقول , الذي يسير في الوسواس والقلق, في لوثات المختبئة والظاهرة , ان ينشد الخلاص , لكنه مقيد في حبال الواقع تمنعه من الحركة والحرية والتصرف , انه يعيش في مأساة حياتية في سريرها العاري والصارخ , لم تبقى له وسيلة او كوة , سوى الصراخ بالحب , حتى يمزق أكفان النسيان
من جمرٍ ,
أصرخ
الاسرار كتمتها , زهرة جمر لا يغيبها النسيان ...
أحبك أنتِ .
------------
أغمضي عينيكِ
تريني
--------------------
آية عن ظهر قلب : أحبكِ ..
ستون نافذة مشرعة لمرويات الريح ...
تنادت : أحبك
وعلى سواه البحر يتفرج .
العري بوصفه اختبارا, اتخذت من الدمع سربا لها ..
----------------
أضاع زهرة , بلا العقل ....
هي
اجمل منك !
-------------
على كتفي ,
أنتِ ظل الوردة .
وأنا : دهشة السؤال !
عالم يتعامل بالاستعارة حتى يدركه الخريف , حتى يكون متلبساً بالتشويش , حتى تضيع القضية من نزلاء زنزانة السؤال , في الصراصير المحتشدة حولهم , تكتب بضخب , تتكلم بصخب , انفاسها تلهث بصخب , لتقاوم هياج لوثة الفراغ , حتى تطل برأسها لهاوية الاندحار , تلك هي القضية
بلا لهو .....
لكنه اندحار ؟!
هي كذلك ,
أية هي ؟
القضية
أية قضية ؟
بلا
لكي يستفزنا دهاليز السؤال في عالم مقلوب على رأسه , في لوعة السؤال الصارخة في تراجيدية الكوميدية , في صمت الفنتازيا , ان تقود الى المهزلة , من ان نرى العالم من خلال ثقب الحذاء , الى ان يكون القط يرتجف خوفاً ورعباً من الفأر , هذه هي سخرية القدر , في زمن الفئران والجرذان المتحكمة بخناق الواقع
إلا هاوية ..
لا أحد يكترث لك ,
إلا من يعبيء صمتك
أيغيبني الفأر ؟
ولكن الادهى من ذلك والانكى , ان تلعب بنا وبأعصابنا الصدفة , في غفلة من الزمن الارعن , ان تغزونا الصدفة , فتعثر علينا او نتعثر بها . في خلوة محرمة ومجرمة , تخلق لنا الصدفة ألهة واصنام جدد , في جبة القدسية الساخر بالمضحكات , او في سخرية سريالية , حتى تقودنا الى هاوية الجحيم . ان تصمم الدولة على مقاس هذه الصدفة ان ترتب الادوار , في الحظ العظيم . ان تفرز العالم الواقعي الى آلهة مقدسة ( الزعيم والدولة أنا ) , ونحن عبيد اذلاء نقشر البصل بدموعنا
في خلوة محرمة ,
أكتب مثلما أتهدم وهما ..
وهم يشبهنا ,
نتناساهٌ قصداً ...
بغفلة المتعثر بالمتراكم ,
عثرت علينا الصدفة ......
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
ولم نقر أن الصدفة
ترتب الادوار.
زعيم أنا ...
أرباب الآن ,
يقشرون البصلة ,
البصلة المكتومة بالدمع .
× رسائل الى صديقات نزلاء زنزانة السؤال , من السجن المحاصر , الى المخاطبة والتواصل مع العالم الخارجي , حتى لا ينقطع حبل وصلهم , في ايقاظ في الحلم , في مخاطبة بالحب والتفجع بهمومهم , الى صديقاتهم , حتى يورق الامل بالحب , كأنها رسائل السجين الى احبته
الشمس بجلالها الضاحك ,
وعريها الثمل ,
دونك بيقينها
كم ( ما أحوجني للطباشير )
لاكتب ,
على سبورة المدى :
أحبك !
-------------
هل بيننا سؤال لا نعرفه ؟
لمستك .
----------------
من , يفهمكِ الليلة
--------------
عيونك ..
الاستماع سراً !
-------------
حلمتٌ : أصبح عندي سر َ!
-------
أغمضي عينيك ,
تريني
---------
سألتها موعدا, فانتشر عطر الغواية .
صديقتي : أنثى الندى ,
تسألني ..
صاغت الضوء أساور
--------------
على كتفي ,
أنتِ ظل الوردة .
وأنا : دهشة السؤال !
|