كان سجاد قلب أمه الذي طلبته من الإمام السجاد وهي ترى في المنام هبته لها ..
وكان كل عام يكبر على الأرض وفي قلب أمه وإخوته وكانت امنيته ان يكون مقاتلا يدافع عن الوطن رغم قسوة الوطن الذي يدافع عنه فكان مكانه في سبايكر قبل سقوط الموصل بعام أو اكثر..
في آخر التحاق له ودع امه واخوته وداعآ مختلفآ وأوصى احد اخوته وصية خاصة..
أمسك الأخ قلبه بيده فسجاد كان يخبرهم أن هناك خطف منظم للجنود من سبايكر يساهم فيه ضباط وجنود علاسة على حد سواء وسط صمت رهيب..
اخبرهم ان اربعين جنديا ارسلوهم بواجب بسيارات مكشوفة وعندما تم علسهم كتب الضباط ان الجنود تخاذلوا وهربوا رغم أن الارهابيين احرقوا جثثهم..
اخبرهم سجاد انه كان في باب المعسكر شخص من تكريت مهمته علس الجنود والضباط وتشابك معه بالايادي ..
اخبرهم انه سمع تهامس الضباط على علس ضباط وجنود جنوبين وكان ارهابيين لديهم هويه منتسبين يتسللون للمعسكر فيأخذون الجنود تحت جنح الظلام وبعلم الضباط ويكتب عنهم فيما بعد انهم هربوا..!!
اخبرهم سجاد ان هنالك ستين همرآ قد تعطل عقلها في سبايكر بفعل فاعل لأنه كان يبيت فيها عند الليل وعندما يشغلها يعلم عطلها واخبر الضابط المختص بذلك ولكنه طلب منه أن يسكت كي لا يُعاقب..
كان سجاد في آخر لقاء له مع اهله راحل لا محال وهذا ما شعر به اخوه الأكبر..
وصل سجاد سبايكر ووجد كتاب نقله حاضرآ وكان عليه ان يعود لبغداد ومن ثم يلتحق لوحدته الجديدة..
اخبره ملازم أول صديق له بتأجيل ذهابه والنزول معه غدا لخطورة الأمر فرفض سجاد لان معه اربعه من رفاقه رفض ان يتركهم..
في الطريق كان الإرهاب حاضرآ وينتظر هذا الجندي الشروكي المشاغب فقتلوه مع رفاقه وارتطمت سيارتهم وحاول الارهابيون حرقهم ولكن اتصالا لأخ الشهيد من احد السواق اخبره بأن اخوه قد استشهد وانهم سيحرقوه في هذه المنطقة فاتصل بأحد المعارف هناك وهدده ان تم حرق اخيه فإنه سيفعل كذا وكذا وكان لهذا الرجل سطوة في المنطقة..
كان الطريق خطرا جدا لا تسير فيه سوى السيارات التي تحمل جثثآ تم التفاوض على إيصالها لكراج العلاوي أو النهضه كل جثة حسب سعرها ان كانت برأس أو دونه..نعم هكذا كانت تباع جثث الابرياء ..!!
ذهب اخوة سجاد الذين كان احدهم في الاتحادية والآخر في جهاز مكافحة الإرهاب وابن عمهم واخيهم الاكبر إلى تكريت حيث ثلاجة الموتى وكان سجاد ورفاقه على وضعهم لكنهم كانوا مرشوشين بالنفط الاسود بانتظار حرقهم قبل أن يهدد اخوه الأكبر زعيمآ عشائريا هناك..
حملوا سجاد إلى داخل السيارة لكن أخاه الأكبر سرعان ما اوقفهم قائلآ لهم..(سجاد قبل أن يلتحق قال لي وصية وهي ان كل زملائه كانوا يستشهدون ويوضعون في صندوق السيارة بعد التفاوض وياتون بهم لذويهم لكنه يريد جنازته على تابوت ملفوف بعلم عراقي فوق سيارة ويخترق تكريت باتجاه بغداد وانا ساحقق وصيته ولو كلفني ذلك حياتي وحياة اخوتي )..
تمت وصية سجاد وجاء محمولا بعلم عراقي ونعش حزين..
وبعدها بأشهر التحقت به أمه وظلت قلوب اخوته محترقة مثل الجمر...!!!
|