لقد مرت العملية التربوية في العراق بكثير من المتغيرات نتيجة الظروف التي مر بها البلد خلال سنواته التي تصرمت وبدا الامر احيانا صعبا ومستحيلا ونحن نجده سهلا وبسيطا للذي يريد التغيير والتعاون من اجل
تطوير واصلاح العمل التربوي.
وهنا نقول كيف يكون التغيير واي منهج نأخذ حيث يخيل لكثير من المثقفين أن اقتداءنا بالنموذج الغربي سيحمل التقدم المنشود لبلادنا المتخلفة، فهم متأكدون من أن كل ما يمت إلى الغرب هو قمة التطور والرقي وكل ما يتصل بمجتمعاتنا من قريب أو بعيد هو تخلف وجمود.
وقد تعالت الأصوات منذ زمن طويل وفي كل مكان من عالمنا مطالبة بإصلاح التعليم، وتغيير المناهج التعليمية لتكون قادرة على مواكبة الحضارة، وليكون العلم وسيلتنا للإصلاح والتطور.
فإذا أردنا فعلًا أن ننهض ببلدنا عن طريق التعليم، وجب علينا أولًا دراسة المشاكل التي تقف عائقًا أمام تعليم طلابنا تعليمًا نهضويًا يكون هو عماد نهضتنا المنشودة. فتشخيص المرض هو الخطوة الأولى في طريق العلاج.
كما يجب علينا معرفة نوعية العلوم التي تحتاجها بلادنا للرقي والحضارة، ومعرفة كيفية تقديم هذه العلوم لطلابنا بطريقة تغرس في نفوسهم حب العمل والسعي له، وتجعلهم يثقون بأنفسهم وبقدراتهم على الإبداع الخلاق، وتؤمّن لهم انسجامًا مع واقعهم، لينمو اهتمامهم بضرورة العمل لنهضة أمتهم، مع المحافظة على هويتها وخصوصيتها وتميزها بين أمم الأرض.
ولا مانع من الاستفادة من تجارب الأمم والشعوب الأخرى، ولكن دون نبذ لهويتنا ولغتنا وكياننا الاجتماعي، وإلا فإننا سنكون كذاك الغراب الذي أراد تعلّم مشية الطاووس، فأمضى عمره محاولًا ذلك، وعندما دب اليأس في نفسه أراد العودة لمشيته الأولى فلم يستطع لأنه نسيها، فصار يمشي بطريقة مضحكة، لا هي كمشية الطاووس، وليست تقرب مشية الغراب في شيء