تناولت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى سوريا ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إنه لا بد أن يكون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب هو من كلف البشير بهذه الزيارة، لكن محاولة ترامب إعادة تأهيل الأسد ستكون معركة خاسرة.
وتساءلت الصحيفة: “متى يفهم الغرب أن النوم بالقرب من الوحش يتسبب بالكوابيس؟ ويقول إن الباب صار مفتوحا أمام الأسد مرة أخرى”.
وأوضح الكاتب أحمد أبو دوح، صاحب المقال، أن الخبر ليس هو أن البشير أول رئيس عربي يزور دمشق ويلتقي الأسد، بل الخبر هو من كان وراء هذه الزيارة، وقال إنه لا بد أن ترامب هو من لعب دورا كبيرا في إقرار هذه الزيارة إلى العاصمة السورية.
وكشف الكاتب أنه عندما التقى ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة هلسنكي في فنلندا في يوليو/تموز الماضي، فإن الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل توصلت إلى اتفاق مشترك لإبقاء الدكتاتور السوري الأسد في السلطة، وأشار إلى أن ترامب يحبّ الأسد، ويعتقد أن الأسد يعتبر أحد “اللاعبين الأقوياء” الذين تمكنوا من فرض إرادتهم على المجتمع الدولي.
وأضاف أبو دوح أنه بات واضحا أن الأسد صار يوازي في دكتاتوريته كلا من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتساءل ما إذا كانت هناك استراتيجية أمريكية تجاه سوريا، ويقول إنه إذا كان هناك شيء من هذا القبيل فلا بد أنها استراتيجية مليئة بالثغرات كما لاحظ أن ترامب يفرض أشد حزمة من العقوبات على إيران بسبب سلوكها الخبيث في الشرق الأوسط، غير أنه في الوقت نفسه يلقي بحبل النجاة لأحد أهم حلفائها، ممثلا في الأسد في سوريا.
ولفت الكاتب الانتباه إلى أن ترامب أيضا يطرح تساؤلات إزاء الدور الروسي المتزايد في المنطقة، لكنه يعطي سوريا للروس في اللحظة ذاتها. مضيفاً أن ترامب لا يكرس الكثير من التفكير في المدنيين السوريين أو حقوقهم أو سلامتهم، ويقول إنه سبق لترامب أن لوّح بأن الأسد سيدفع الثمن جراء قصفه المدنيين في الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية، غير أن الأمر اختلف الآن وصار يبدو أن ترامب يحاول إعادة تأهيل الأسد.
وأكد الكاتب أن البشير يعتبر كالأسد ولكن على نطاق أصغر، موضحا أن الشعب السوداني لا يزال يعاني جراء الحرب. مؤكداً أن البشير مستعد لعمل أي شيء مقابل البقاء في منصبه، وأنه -كما هي الحال مع الأسد- في الطريق لإعادة التأهيل.
وقال إن الحكومات الغربية تبدو متحمسة لتكرار الأخطاء نفسها، وأن سياسات إعادة تأهيل الطغاة المتعطشين للدماء أدت إلى تحوّل الشرق الأوسط إلى منطقة مليئة بالفظائع اليومية والفوضى والتطرف، وأن السير في الطريق نفسه استراتيجية ساذجة.
وأضاف أنه “بعد سبع سنوات من القتال الشرس في سوريا، الذي تسبب في أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، لا يبدو أن أحدا يفهم كم سيستغرق الأمر من الغرب حتى يستوعب أن إنقاذ الأسد يعتبر شأنا خاسرا حتى لو كان الثمن هو قيام بضع قواعد عسكرية أمريكية في شمال سوريا وبعض الضمانات لأمن إسرائيل”.
|