الدُرَّاج بضم الدال وفتح الراء ومعناه الذي يدرج في مشيه، وهو اسم لطائرٍ من فصيلة الدَّجَاجِيَّات، شبيه بالحَجَلِ، والاسم العلمي له الفرانكولينوس( (francolinus) والدَّرَّاجُ كشداد : النَّمَّامُ، والقُنْفُذ(1)، وضبطه الخليل : بضم الدال وتشديد الراء المهملة، بينما الحر العاملي في تحرير الوسائل ضبطه بفتح الدال المهملة وتشديد الراء المهملة، وآخره جيم (2).
دَرَّاج يكنى بأبي صبيح بن عبد الله أبو علي الكوفي النخعي(3) نشأ وترعرع فيها، وكان يعمل بالحياكة(4) ، وقال حمدان(5) كان بقالاً، وكان دَرَّاج يقول : لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان ثقة(6) .
وبنو دَرَّاج من البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بالتشيع، واشتهرت بحفظ الحديث، ونقل الأخبار عن العترة الهادية ( عليهم السلام )، كآل أعين، وبني عطية، وآل حيان التغلبي، آل أبي نعيم الأزدي، بنو الياس البجلي، بنو رباط، ومنهم بنو دَرَّج، وغيرهم ومن أرد التعرف على البيوتات العلمية في الكوفة عبر التأريخ فليراجع ما ذكر في الهامش ادناه(7).
لاشك أن دَرَّاج كان من خلص شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد ربَّى أولاده على حب آل البيت (عليهم السلام)، وكان زاهداً في الدنيا يعمل في سوق الكوفة يكتسب لقوت عياله في البقالة تارة، وأُخرى يمارس حرفته الحياكة، وينسج الثياب ونحوها، له من البنين أربعة تصدوا لمنصب القضاء بين الناس ولم أعثر إِلاَّ على إثنين منهم جميل الراوي، ونوح القاضي .
وكان شريك بن عبد الله إِذا قيل له في ولده، قال : من أدب نوحاً دَرَّاج أدب نوحاً (8) ، وقال أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد : كان لشريك بنون كثير فيهم رهق(9) ، فقال له وكيع بن الجراح : لو أدبتهم، فقال : أدَرَّاج أدب نوحاً(10) .
هذا إشارة ربّما إلى الأخلاق السامية التي يحملها نوح بفضل التربية السليمة التي اكتسبها من والده دَرَّاج البقال الحائك، بينما شريك بن عبد الله أولاده كان فيهم رهق لهم، وللأخرين، أو أن نوحاً قام بتربية نفسه، وتهذيبها مستقلاً عن والده دَرَّاج حتى وإِنْ صدق ذلك فإن ما وصل إليه نوح من علو الرتبة في الأدب والعلم والفقاهة والقضاء كل ذلك أكتسبه من والده، وهذا ما أشار إليه الإِمام زين العابدين(عليه السلام ) في رسالته الموسومة بــ ( رسالة الحقوق ) بقوله : (وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنه لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إِلاَّ بالله )(11) .
هذا ما عُثر عليه في كتب التراجم لكلا الفريقين عن دَرَّاج الاب، ولم نعثر على تفاصل أُخرى متعلقة في تواريخ الولادة والوفاة ومحل الدفن .
المصادر والمراجع
[1] - الفيروزآبادي؛ القاموس المحيط ج1، ص295 .
2- الكاظمي؛ تكملة الرجال ج1، ص 350 .
3- الصدر؛ تكملة أمل الأمل :ج6، ص 380 .
4- القماش لم يكن موجوداً من ناحية الصناعة والانتاج في ذلك العصر سواء في العراق أو الحجاز، وانما كان يجلب من اليمن لوجود مهنة الحياكة هناك، ونحتمل ان دَرَّاج الاب هو من الأوائل الذين أدخلوا مهنة الحياكة في القرن الأول الهجري في مدينة الكوفة، وقيل غير ذلك .
5- هو أبو جعفر حمدان بن احمد الكوفي .
6- الخوئي؛ معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة :ج20 ، ص 197، الطبعة الخامسة 1413هــ - 1992م .
7- البرقي؛ تاريخ الكوفة: ص 462، وقد ذكر السيد بحر العلوم ( ت 1212هـ ) في كتابه الفوائد الرجاليةط1 تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم أكثر من 25 بيتاً من البيوتات العلمية في الكوفة منهم بنو دراج النخعي فراجع .
8- المزي؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج10، ص 361 .
9- رهق : رهقه الأمر غشيه بقهر ، يقال رهقته وأرهقته نحو ردفته وأردفته وبعثته وابتعثته ومنه أرهقت الصلاة إِذا أخرتها حتى غشي وقت الأخرى ، معجم مفردات الفاظ القران ص 230 .
10- مرجع سابق، تهذيب الكمال:ج10 ، ص 361 .
11- الإمام علي بن الحسين؛ الصحيفة السجادية (A) حق الأب.
|