شهدت البلاد يوم امس هزة ارضية، اذ كانت درجتها حسب مقياس رختر 6.2 ولم تتسبب في أي خسائر بشرية او أضرار مادية، ودخل الناس في رعب رهيب واندهاش شديد وخرجوا الى الشوارع خائفين مذعورين عما حدث، في السابق قيل ان ارض العراق محمية من الزلازل والهزات الارضية، فهي غير واقعة على الخط، ولما للعراق من اهمية دينية كما يعتقد الناس فلا تحدث مثل هكذا امور!.
وعليه ما الذي تغير وجعل البلاد تتعرض خلال السنوات الاخيرة الى هذا النوع من الحوادث الكونية، سيؤول وامطار وفيضانات وهزات ارضية وزلازل وغيرها. هل هي امور طبيعية تحدث لنا كما تحدث لغيرنا؟ ام هناك مسبب جديد طرأ على الارض؟. ام هناك يد بشرية هي من جعلت ارضنا تتعرض الى الهزات الارضية والزلازل الكونية؟.
ومن هذا المنطلق ستكون لنا وقفة سريعة مع تعريف الهزة الارضية والزلزلة، ومن ثم نعرج على ذكر اسباب الزلزلة الطبيعية، وما هو الفرق بينها وبين الهزة الارضية، وهل توصل العلم الحديث الى التعرف على حدوث الهزة قبل وقوعها كي لا تقع خسائر بشرية مع تدارك الامر ام لم يتوصل؟.
تعريف الزلزلة: الزلزلة ظاهرة طبيعية عبارة عن اهتزاز أرضي سريع يتبع بارتدادات تدعى أمواج زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية، قد ينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات الأرض. المصدر: الموسوعة الحرة.
الهزّة الأرضيّة: مُصطلح يُطلق على النشاط الأرضي الذي يحدث فيه انزلاق صفيحتين أرضيّتين على بعضهما البعض بشكل فُجائيّ، وينطوي فهم هذه الظّاهرة الطبيعيّة على تحديد ثلاث نقاط رئيسية متعلّقة بها، وهي مستوى الصّدع على سطح الأرض، وبؤرة الهزة الأرضيّة التي تُعبّر عن المكان الواقع تحت سطح الأرض المُتأثّر بالهزة، بالإضافة إلى مركز الهزّة الأرضيّة، وهو النقطة الذي يحدث عندها الزلزال، وتنقسم الهزّات الأرضيّة إلى نوعين، الهزة الرئيسية، وهي الكُبرى والأساسية، والهزّة الإرتداديّة المُترتبة على الهزة الكبرى، والتي تستمر لفترة من الزمن قد تمتدّ إلى أسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات.
وعليه أن مصطلحي الزلزلة والهزة الأرضية يدلان على نفس الحقيقة، وهي عبارة عن حركة تتم في باطن الأرض على اعماق مختلفة، ناتجة عن حركة صفاة، ينتج عنها حركة الأرض واهتزاها.
أن حدوث (الزلازل) لابد من وجود حكمة إلهية فيها ولا تكون عملية حدوثها إلا وفق القوانين الإلهية العادلة, والجواب على حدوثها ووقوعها يكون بعدة نقاط:
أولاً: إن الله تعالى يريد أن ينبّه عباده عن الغفلة ويحب منهم التوبة والتذكير والإلتجاء إليه سبحانه عن طريق صنع مثل هذه الحوادث النادرة في الكون نسبياً.
ثانياً: إن الله تعالى يريد ان ينبّه الناس على ذنوبهم وعيوبهم فان حدثت هذه الآيات الكونية المفزعة عبارة عن نقصان الطاعة والعبادات وقلة الإيمان.
أي أن الله تعالى أوجّد الرحمة والغضب فيريد من عباده تعالى إليه ويطلبوا الرحمة منه تعالى ولعل هذا الغضب الإلهي هو رحمة استغفاريه للعباد منه تعالى.
أما الضرر الحاصل من هذه الحوادث وأن كان مادياً أو اقتصادياً فهو يبقى خيراً شئنا أم أبينا ما دمنا نعترف بان كل الموجودات في الكون تحت سيطرته المطلقة وأن المشرع الإلهي لا يفعل شيئاً ألا وفق حكمة متناهية. المصدر: ما وراء الفقه.
السبب (العلمي) الطبيعي للزلزلة: ويوعز سبب الزلزلة إلى الحرارة الباطنية في جوف الأرض. فانها هي التي تسبب البراكين من ناحية والزلازل من ناحية. ولها نتائج أخرى منها تبخيرها لمياه البحار، فان مياهها تغور في الأرض إلى ان تصل إلى الأرض الحارة والصخور المشتعلة، فتنعكس مرة أخرى عائدة إلى الأعلى نتيجة لهذه الحرارة.
والعلم إلى حد الآن عاجز عن التنبوء بوقوع الزلزلة، مما يؤدي إلى فجأة المدن بها، وعدم إمكان تلافي شرها ومضاعفاتها قبل وقوعها.
ومن الواضح على وجه الأرض ان بعض المناطق منه اكثر تعرضاً للزلزلة من غيره. إلى حد أصبح اليابانيون وهم من اكثر المناطق تعرضاً لها فيما نعرف، يبنون بيوتهم من الورق والخشب الخفيف ونحو ذلك، لأنهم يعلمون بوقوع الزلزلة يومياً وبتكررها أيضاً، فان حدث ان انهدم البيت أو تصدع، فانه لا يتلف تماماً، كما انه لا يكون سبباً لقتل الحيوان والإنسان. المصدر: ما وراء الفقه، ج1ق2، ص269.
ومن المعروف ان الحيوانات تدرك الهزة الارضية قبل الانسان، ولعل السبب في ذلك يعود الى هذا العامل حيث انها تسمع الامواج الصوتية المنبعثة منها والتي لا يتمكن الانسان من ادراكها كما هو معلوم ان الامواج الصوتية الشديدة تسبب احياناً في تدمير كل شيء وما تأثير القنابل والمواد المتفجرة على الانسان والابنية الا بفعل هذه الامواج الشديدة التي يعبر عنها بـ (امواج الانفجار) فهي قادرة في لحظة واحدة على تحطيم اي مقاومة تواجهها، فتحول الانسان والابنية الى حطام متناثر. المصدر: نفحات القران.
ومن هذه الحيوانات سمكة اللتش الاوربية وهي سمكة نهرية ترقد بكسل عادة في وحول الحقول، ولكنها لا تلبث ان تندفع كالسهم بسرعة لدى احساسها بحدوث هزة ارضية وقرب حدوث الزلازل، وفي الهند علماء الزلازل يراقبون هذه السمكة لأنها تنذر بالزلازل.
وقد قال احد الاصدقاء: عندما يغيب الواعز الديني والإنساني في المجتمعات ويضعف دور المصلحين تأخذ الطبيعة على عاتقها وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال ما تسببه من اضطرابات على الكرة الأرضية.
فالاضطرابات الطبيعية تؤثر في البشر باختلاف اعتقاداتهم وثقافاتهم وتدفع المجتمعات باتجاهات خيرة.
فالمجتمعات المؤمنة على سبيل المثال تعتبر الكوارث الطبيعية رسائل إلهية نتيجة للأخطاء البشرية فتتوجه إلى الله سبحان بالاستغفار وطلب الرحمة وتتجه نحو التراحم والتوادد فيما بينها ولو لفترة.
والمجتمعات الغير مؤمنة تستنهض تلك الكوارث في عقلها الجمعي الجانب الخير لتتعاضد فيما بينها لمواجهة الكوارث الطبيعة.
وهذا مجرب عند حدوث الكوارث الطبيعية في اغلب المجتمعات فإنها تتجه رغم خلافاتها وصراعاتها نحو التكاتف والتعاضد لأجل مواجهة الأخطار الطبيعية، وهو شيء جيد وايجابي ومرضي لله تعالى بأن يرحم الادميين بعضهم الآخر ويساعد بعضهم الاخر حتى وإن لم يكونوا مؤمنين بالله.
بالنتيجة الأخطار الطبيعية تساهم بشكل أو بأخر بتأديب تلك المجتمعات وتضطرها لإبراز جانبها الإنساني في التعامل فيما بينها اذن الاخطار الطبيعية تؤدي أيضاً دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبعد البشرية بشكل وبأخر عن الذنوب والأخطاء وتضطرها لترك صراعاتها وتبعث فيما بينها الرحمة والألفة ولو مؤقتاً.
|